#نصوص_الذات
أحب القابضين على جمرة الوصال.. يرممون جدار سعيي المتداعي، ويعالجون جروح أشواقي المزمنة، ويمنحونني نسخة جديدة من صك الوداد، بيضاء لم تمسسها يد غير يدي.
أحب القابضين على جمرة الوصال.. قلوبهم شبعانة، وعيونهم ريانة، وعقولهم مزهرة.. ولهم في طريق الفهم منازل ومفاتح لا يملكها سواهم..
أحب القابضين على جمرة الوصال.. لا يعنيهم تقصير محب بل يعينونه حتى يصل، ولا يؤذيهم تنائي محب بل يُدنونه حتى يتصل، ولا تؤلمهم خيانة خائن بل يقصونه حتى يضل طريقهم.
أحب القابضين على جمرة الوصال ولست منهم.. فنفسي منهكة، وروحي مستهلكة، وأضواء قلبي تخفت بين حين وحين..
أحبهم -القابضين على جمرة الوصال- إذ يسترون عُري روحي ويشترون راكد بضاعة قلبي.. وينصبونني ملكة على مدنهم السامقة، وأنا التي لم تعبر دوما عتبة ملك.. ولم تلق -ولو صدفة- أميرا من الأمراء..
لعله الحب؟
لعله الحب.