لا أعرف لماذا جذبنى القمر فى فجر تلك الليلة الباردة الملبدة بالغيوم وأنا أتابعه من خلف زجاج السيارة ولا أعرف أيضاً لماذا بث هذا المشهد فى نفسى الأمل والتفاؤل بعد كل ما يحدث حولنا فلقد تابعت القمر والغيوم تسير امامه فى انسيابية جميلة فما تكاد الغيوم أن تشوه صفحة القمر ويطوعه ولكن سرعان ما أجده يستعيد سطوعه وبهائه مرة أخرى .
اعتبرونى متفائلا إلى أبعد الحدود أو خيالياً ان شئتم الدقة أو هى مجرد محاولة لزرع الأمل فى نفسى حتى لا يعربد بى القلق ويستبد من المستقبل المجهول .
ولكنى أعتبر نفسى متفائلا حتى كل الظواهر الطبيعية تؤكد ذلك فالقمر الذى يغيب خلف الغيوم ثم لا يلبث الا ان يعود تارة أخرى يؤكد ذلك فمهما شوهت الاحداث صفحة بلادنا فلابد أن نتأكد انها ستعود مرة أخرى لجمالها وبهائها .
وظاهرة تتابع الشروق والغرول تؤكد ذلك أيضاً فكل غروب لابد وأن يتبعه شروق فجر جديد مهما طال ذلك الغروب ومهما طال الليل فلابد ان يأتى الصباح العليل .
مهما كان الأمر ومهما كانت الظروف فأنا فى النهاية متفائل ومتيقن بأن القادم أفضل بإذن الله عز وجل وأدعوكم أن تتفائلوا معى وان مدعوا الله معا لبلادنا أن تمر سريعا من تلك الغيوم حتى تستعيد رونقها وبهائها مرة أخرى .