الولادة القيصرية قد تكون تجربة مليئة بالقلق والتوتر، خاصة إذا كانت المرة الأولى. لهذا السبب، قررت مشاركة تجربتي لتستفيد منها كل أم تخوض هذه الرحلة للمرة الأولى.
*قبل الولادة: التحضيرات والاستعدادات*
يحدد الطبيب موعد الولادة القيصرية بناءً على حالة الأم والجنين، وقد يكون ذلك خلال الأسبوع الأول أو الثاني من الشهر التاسع. في حالتي، تم تحديد موعد الولادة خلال أول عشرة أيام من الشهر التاسع.
قبل الولادة، وصف لي الطبيب *حقنة الرئة* ، حيث أخذتها لمدة ثلاثة أيام متتالية في الشهر الثامن، ثم كررها قبل العملية بثلاثة أيام أخرى، ليصبح إجمالي الجرعات ست حقن.
*يوم الولادة: الاستعدادات والإجراءات*
قبل العملية القيصرية، يجب الصيام لمدة *ست ساعات* فقط لضمان أن يكون الطفل متيقظًا بعد الولادة، كما يُنصح بعدم شرب القهوة لتفادي تأخير تأثير التخدير.
عند الوصول إلى المستشفى، يتم إجراء فحص نبض الجنين للتأكد من سلامته، ثم يتم تجهيز الأم للعملية، حيث يتم تركيب *الكانيولا* في اليد، والتي يتم من خلالها إعطاء حقنة التخدير. بعد دقائق، شعرت بحرقان في حلقي، وكان ذلك إشارة إلى بدء مفعول التخدير، وبعدها دخلت في حالة من الدوار حتى استيقظت على صوت بكاء طفلي.
أثناء العملية، يتم إعطاء *التخدير النصفي* ، كما يتم تركيب القسطرة البولية. وبعد انتهاء الجراحة، يتم نقل الأم إلى الغرفة الخاصة بها للراحة، حتى يبدأ تأثير المخدر في الزوال تدريجيًا. في تلك اللحظة، يتم تشجيع الأم على *المشي قليلاً* رغم صعوبة الأمر، وذلك لضمان التعافي بشكل أفضل.
*ما بعد العملية: النصائح للتعافي*
- خلال الساعات الأولى بعد الولادة، يُنصح بشرب العصائر بكثرة، حيث كنت أشعر بجفاف شديد في الحلق ولم أكن جائعة بقدر احتياجي للسوائل.
- اخترت استخدام *جهاز PCA* ، وهو جهاز يتم تركيبه في اليد بعد العملية مباشرةً، ويعمل على تخفيف الألم بشكل فعال، مما ساعدني على الحركة بسهولة. أنصح به بشدة لكل من تخضع للولادة القيصرية.
- عند العودة إلى المنزل، يُفضل *ركوب السيارة الملاكي والجلوس في المقعد الأمامي* لضمان الراحة أثناء التنقل.
- اكتشفت طريقة رائعة للاستحمام دون تعريض الجرح للماء، حيث قمت بلف *رول استرتش الخاص بتغليف الطعام حول بطني* ، مما ساعدني على أخذ دش دون أي قلق بشأن الجرح.
*المتابعة الطبية*
بعد أسبوع، زرت الطبيب لإزالة اللاصق الجراحي، وكانت العملية سهلة وبسيطة، والحمد لله على مرور التجربة بسلام.
أتمنى أن تكون تجربتي قد ساعدت في طمأنة الأمهات الجدد، وأدعو كل واحدة منهن إلى التحلي بالثقة والإيمان بأن هذه المرحلة ستمر بسلام بإذن الله. إذا كنتِ تستعدين للولادة القيصرية، لا تنسي أن تتحضري نفسيًا وجسديًا، وتتذكري أن كل شيء سيكون بخير! 💙