في عالم يموج بالصخب والمشاغل والضغوط، يبقى السلام الداخلي هو النعمة الخفية التي يبحث عنها كل إنسان دون أن يدري. إنه ذاك الهدوء الذي لا يصدر عن خارجك، بل ينبع من أعماقك، متغلغلًا في تفاصيلك، ومترنمًا في كلماتك، حتى تصبح أنفاسك ترانيم تطمئن القلب المرتجف وتُهدئ الحائر.
ان تعيش في سلام مع نفسك يعني أن تنظف قلبك من شوائب الغل، وتفرغ صدرك من الغيرة والحسد. أن تسامح من أساء إليك، لا ضعفًا، بل لتعتق روحك من قيود لا تليق بجلال نورك. أن تبدأ صباحك بكلمة "سلام" وتختم ليلك بكلمة "الحمد لله" وأنت تؤمن تمامًا أن الصبر على تقلبات الحياة من شيم الأقوياء، وأن "ربنا بيعوّض، وعوضه كبير".
حين تصبر وترضى، وتثق أن البركة والخير في الطريق إليك، حينها تبدأ طاقتك بالاتساق مع الكون. يصبح إيقاعك موزونًا، وخطواتك أكثر ثباتًا، فتجد أن العالم من حولك يهدأ، فقط لأنك هدأت.
السلام ليس شعارًا، بل هو ممارسة يومية تبدأ من القلب وتنعكس على النظرة، الكلمة، والتصرف. عندما تصبح في سلام مع نفسك، تهدأ أفكارك، وتصفو روحك، وتشعر أن الكون يهمس لك بكل خير. كل ما حولك يتبدل دون أن يطرأ تغيير في الخارج، لأن التغيير الحقيقي كان داخلك.
فلنبدأ بالسلام، لأن من بدأ بالسلام، فتح لنفسه باب الطمأنينة. ولنجعل من قلوبنا وطنًا للأمان، ومن أرواحنا بيوتًا للرضا، فحين يسكن السلام قلوبنا، لا يعود شيء في الحياة يستحق القتال.
*"السلام قرار، لا حالة عابرة."*
لم أكن دائمًا أؤمن بذلك. منذ سنوات، كانت عقليتي مختلفة، مشوشة وممتلئة بصراعات لا تهدأ. لكنني أدركت لاحقًا أن اختيار السلام هو قراري أنا. بدأت أُسامح، لا لأن الآخرين يستحقون، بل لأن قلبي يستحق أن يرتاح. صرت أتناسى ما يؤذيني، وأضع حدودًا لما يُرهقني. من شدة ما تعبت، أصبحت أُقدّس راحتي وحريتي وسلامي وأماني. عرفت أن السلام لا يُمنح، بل يُبنى من الداخل، خطوة بخطوة، بوعيٍ واختيار.
واخيرا اتذكر ديما هذا الاقتباس May anything bothering you be healed, lifted, solved & released
اتمني أن يتم شفاء اي شئ يزعحك ورفعه وحله واطلاقه 💙
دائما أردد نا في سلام وعائشه في سلام وماشيه في الدنيا بسلام ..