آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. رجلُ البرميل

مذُ أن دخلتُ هذا البيتَ، مختبئًا من شيء لا أودُّ الحديثَ عنه، وأنا ألمحُ ذلكَ الرجلَ وهو يجلسُ في برميلٍ خشبيِّ، وحوله ماءٌ ممتلئٌ بمكعّباتِ الثلج.
لم أعبأ لأمرهِ قط، فبيتٌ مهجورٌ كهذا، ربّما يأوي إليه الهاربونَ من أمثالي، لكنّي منذُ يومينِ هنا، وأراهُ لم يغادر ذلكَ البرميل!
يرمقُني دائمًا كلَّما تحرَّكتُ، يبتلعُني بعينيهِ المضيئتين، وبوجههِ الشّاحب، ثم إننا في فصلِ شتاءٍ قارسِ البرودة، كيفَ يتحمَّلُ أن يجلسَ هكذا؟!
خارَت قوايَ من شدَّةِ الجوعِ؛ فراودتني فكرةُ أن أخرجَ؛ كي أشتري طعامًا، ولكنّي خشيتُ أن تكونَ مغامرةً تنتهي بهلاكي، ولم يكن أمامي سوى أن ألجأ إلى ذلكَ الرجل؛ الذي لا يفعلُ شيئًا سوى أنَّهُ ينظرُ إليَّ.
اقتربتُ منه بحذرٍ وقلتُ:
_كيفَ أحصلُ على طعامٍ من مكانٍ قريبٍ وآمن؟
ظلَّ ينظرُ إليَّ في صمتٍ؛ حتّى ظننتُ أنهُ يفتقدُ القدرةَ على الكلام، ثمَّ وجّهتُ له سؤالًا آخر؛ فقلتُ:
_كيفَ تأكلُ؟
لم يَرُد؛ فوجَّهتُ سؤالًا آخر:
_لماذا تلجأ إلى بيتٍ مهجورٍ كهذا؟ من أي شيءٍ تختبئ؟
كان الرجلُ صامتًا صمتَ القبور، فقط ينظرُ إليَّ دونَ أن يجيبني، قرَّرتُ أن أولّيه ظهري، وأفكِّرُ في طريقةٍ أحصلُ بها على طعامٍ دونَ أن ينكشفَ أمري، وما إن ابتعدتُ قليلًا عنه حتّى سمعتُ صوتًا يشبهُ الفحيحَ من خَلفي يقول:
_هل تريدُ أم تعرفَ لماذا أجلسُ هكذا؟
تجمَّدتُ في مكاني، وتجمَّدَ الدمُ في عروقي، استدرتُ إلى الوراءِ بجسدٍ مرتعشٍ بينما أنظرُ إليهِ؛ وقلتُ بلسانِ متلعثمٍ:
_لماذا؟
_كيلا يتحلَّلَ جسدي.
_عذرًا؛ لا أفهمُ ما قلتَ.
_سوفَ أشرحُ لك، منذُ عامٍ تقريبًا، أتيتُ إلى ذلكَ البيت برفقةِ اثنين؛ لنقتسمَ مالًا حصلنا عليهِ بطريقةٍ غير شرعية، ثمَّ اختلفنا، وكان جزاءُ اختلافي معهما، أنَّهما قاما بقتلي طعنًا في رقبتي، ثمَّ أودعا جسدي ذلكَ البرميل، ولاذا بالفرار.
قلتُ ساخرًا من حديثهِ:
_هل تمزحُ معي يا رجلَ البرميل؟!
_بالطبعِ لا، ولكنّها فكرةٌ قاسية إذا تحلَّلَ جسدُكَ وكانَ في مقدورِكَ أن تمنعَ ذلك.
للوهلةِ الأولى، شعرتُ أنَّ الرجلَ يتحدثُ بلهجةٍ جادّة، كنتُ قد نسيتُ جوعي، وقفتُ أنظرُ إليهِ بينما ألمحُ طعنةً في رقبته، استطعتُ أن ألمحَهَا في ضوءِ البيتِ الخافِتِ، لأنَّ عيني قد تأقلمَت على الضوءِ هنا، ثمَّ نظرتُ إلى يدِ الرجلِ؛ وهي تمتدُّ إلى طاولةٍ بجوارِ البرميل؛ لتُمسِكَ بورقةٍ، ويُلقي بها أمامي، وهو يقول:
_هذه إثباتٌ على صحةِ ما أقولُ.
_ما هذه؟
_شهادةُ وفاتي، استطعتُ بقدرةٍ اكتسبتُها بعدَ موتي أن أحصلَ على صورةٍ منها، نعم لم يعثر أحدٌ على جثّتي بعد، ولكن عامًا يكفي؛ كي يفقدوا الأمل في عودتي، بل ويتم إدراجي في سجلاتِ الوفيّات.
انحنيتُ نحوَ الورقةِ؛ أمسكتُ بها بيدٍ مرتعشةٍ، ثمَّ بدأتُ في قراءتِها؛ فإذا بها شهادةُ وفاةِ رجلٍ في الثالثةِ والأربعينَ من عمرهِ، وكانَ سببُ الوفاةِ أنه تم احتسابه في تعدادِ المفقودين.
تراجعتُ للوراءِ، وما إن عاودتُ النظرَ إليه حتى وجدتُ البرميلَ خاليًا من الماء، ولم يكُن فيه سوى هيكلٍ عظمي؛ كما أنّي لم أعثر على شهادة الوفاةِ التي اختفت من يدي!
ارتعدَ جسدي، ولم يكن أمامي سوى أن أغادرَ البيت، لم أفكّر في الخطوةِ التي يجبُ أن أفعلها بعد مغادرتي، كذلك لم أفكر في الذي ينتظرني بالخارج، كل ما كنتُ أفكِّرُ فيه، أن أهربَ من ذلكَ البيت؛ الذي يوجدُ فيه برميلٌ يحوي هيكلًا عظميًّا لقتيلٍ، يبدو أنَّ شبَحَه كان يخيِّلُ إليَّ منذُ دخلتُ البيتَ، أنه يحفظَ جسدَهُ من التحلُّلِ!

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334041
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189952
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181543
4الكاتبمدونة زينب حمدي169764
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130978
6الكاتبمدونة مني امين116790
7الكاتبمدونة سمير حماد 107860
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97922
9الكاتبمدونة مني العقدة95030
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91805

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1290 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع