آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. بيت المحاريق

مُش سَهل أبدًا إن الواحد يدخل مكان جديد عليه، أفكاره مختلفة وثقافته غير الثقافة اللي اتربّى عليها، ويوم ما حاجة من دي تحصل هَيحِس إنه أخد صدمة هيفضل عايش فيها لحد ما يتأقلم، ومين عالم هييجي اليوم اللي يتأقلم فيه ولا لأ.

أنا قَصَدت أبدأ الحكاية بالكلام ده؛ لأني اتولدت في أمريكا وعيشت هناك مع أبويا وأمي، وفي النهاية أبويا قرَّر ننزل مصر أجازة، وبرغم إنها بلدي حتى لو كنت اتولدت وعيشت في مكان تاني، لكن أفكار الناس كانت غريبة عني، بَس في الحكاية دي مش هتكلم عن كل الاختلافات، خلّوني أحصر الخلاف في دايرة صغيَّرة وأشاور على نقطة بعينها، يعني مثلًا اتربّيت وكبرت في مجتمع الأساطير فيه بتتكلم عن الكونت دراكولا؛ الزومبي أو الموتى الأحياء زي ما بيتقال عنهم؛ مصاص الدِّماء أو النزَّافة، وحتى لو القصص دي مرعبة بالنسبة للمجتمع اللي كنت عايش فيه؛ إلا إنها هتفضل قصص غير واقعية؛ اللي كتبها فتِّش عنها في دهاليز خياله وطلَّعها للنور، وبعدها عاشت وسطنا عن طريق الروايات والأفلام، يعني عارفين أوِّلها من آخرها وإنها مش شخصيات واقعية، يعني مش وإحنا ماشيين في الشارع بالليل هنلاقي مصاص دماء بيهجم علينا وبيغرس أنيابه في رقبتنا مثلًا، لكن الحكاية هنا مختلفة تمامًا، ودَه عرفته بعد أسبوع بَس من رجوعي، لمَّا كنت واقف على السطوح مع لؤي ابن عمي، عيني كانت بتمسح المنطقة وأنا مندهش من البيوت اللي لازقة في بعضها والأسطح بتاعتها تكاد تكون على مسافة واحدة، ساعتها لقيته بيقول لي: 

-طبعًا يا آدم في أمريكا مفيش بيوت لازقة في بعضها.

رفعت عيني عن البيوت وبصيت ناحيته وقُلت له:

-هي الناس عايشة إزاي والشبابيك والبلكونات فاتحة على بعضها كده؟!

-النَّاس اتعوِّدت، وعلى رأي المثل اللي بنقوله: "ربنا بيحلِي لكل واحد عيشته"، بَس طيبة الناس هنا وترابطهم ببعض مش مخلّي حد يفكر بالطريقة بتاعتك.

كنت بسمعه وعيني على بيت قديم، شبابيكه وبلكوناته مكسورة، عشان كِدَه لفَت انتباهي من بين البيوت؛ فشاورت عليه وسألته:

-إيه حكاية البيت ده؟

بمجرَّد ما بَص ناحية البيت اللي بشاور عليك ابتسم وقال لي:

-عندنا برضه بنقول "نشِّنت يا فالح"؛ وده طبعًا مثل بنقوله لمَّا حد يسيب كل حاجة طبيعية حواليه ويختار شيء الناس بتبعد عنه.

-معلش بَس لو ممكن توضَّح كلامك لأني مش قادر أفهمه كويس.

-أنا هفهِّمك، البيت اللي شاورت عليه ده مهجور من زمان، بالبلدي كده مسكون يا ابن عمي.

حسِّيت إني عاوز أضحك، لكن اكتفيت بإني قُلت وأنا ببتسم:

-عارف إيه الفرق بين هنا وأمريكا، إن هناك بيتعاملوا مع الأساطير على إنها مجرَّد أساطير، الناس بتستمتع بيها في رواية أو فيلم وبعد كده بتنساها، لكن أنا حاسس إنك بتتكلم عن البيت بجد.

منتظرش إني أكمل كلامي لأنه صادر عليَّا وقال لي:

-إحنا برضه عندنا أساطير، وكل أسطورة بتكون مناسبة للمجتمع بتاعها، يعني هنا لو قُلت لعيِّل صغيَّر إن مصاص الدماء هييجي يعضك من رقبتك لو مدخلتش نمت؛ هيضحك عليك ويقول لك: اجري العب يالا. لكن لو قُلت له أبو رجل مسلوخة على الباب هيموت في جلده، زي ما أمي كانت بتعمل معايا وأنا صغيَّر، بَس كل ده مش هيخرج عن كونه أسطورة الأطفال بتصدَّقها لحد سِن معيَّن، ولمَّا تكبر بتضحك على سذاجتها، لكن ده مش هيمنع إن في بيوت مسكونة بجد ودي مش أساطير خالص، دي حقيقة مش بيصدّقها غير اللي جرَّبها وشافها بنفسه، لأن الحاجات دي مش بتتصدَّق غير بالتجربة.

-يعني تقصد إن البيت مسكون بجد؟

-دي حقيقة كل المنطقة هنا تعرفها.

-ويا ترى بقى إيه الدليل على كلامك؟

-من وقت ما وعيت على الدنيا والبيت دَه كده، وحكايته إنه زمان كان عايش فيه أسرة من أربع أفراد، راجل ومراته وأولاده الصبيان الاتنين، وبسبب حريقة حصلت في البيت بالليل الست والأولاد ماتوا والراجل دخل العناية المركَّزة، بَس ربنا كتب له يقوم منها، بعض الناس وقفت جنبه بسبب الظروف اللي حصلت معاه، ساعدوه ماديًا عشان البيت يتجدد ويقدر يعيش فيه، لكنه عاش حياته مشوَّه بسبب النار اللي بدِّلت ملامحه تمامًا، ومع الوقت الناس بقت تخاف منه ومبقتش تتعامل معاه بسبب التشويه الفظيع اللي حصل لُه، ومن حكاوي الناس الكبيرة اللي في الشارع؛ هتعرف إن الراجل ده بقى عنده سلوك غريب، وهو إنه بدأ يختفي طول النهار مبيظهرش، وفي الأغلب بيكون نايم؛ لأنه بيقضّي الليل سَهر قدام البيت وبيدخل تاني بعد الفَجر، الناس وقتها فسَّرت دَه على أساس إنه بيبعد عن الناس ومش عايز حد يشوفه؛ فبيظهر في الوقت اللي الناس بتكون نايمة فيه وبيختفي لمَّا الناس تبدأ تروح وتيجي في الشارع، بَس الحكاية طلعت غير كده خالص.

مُش هنكر إن الحكاية بدأت تشدِّني، حسيت إني بحضر فيلم رعب صوتي، وخيالي هو اللي بيكمِّل الصورة، لدرجة إني تخيَّلت منظر الراجل وشكل الحياة اللي عاشها، عشان كِدَه فضولي خلاني أسأل لؤي:

-ويا ترى الحكاية طلعت إيه بقى؟

-الحكاية وما فيها يا آدم إن الراجل دَه باع بيته فجأة بعد ما الناس ساعدته إنه يتجدد عشان يقدر يعيش فيه، واللي اشترى البيت كان شاب متجوز جديد ومعاه عروسته، ولحد هنا وكل حاجة كانت طبيعية، واحد باع بيته فجأة بعد ما أسرته ماتت فيه بسبب حريقة، والموضوع دَه مكانش مفاجئ للناس، الحكاية اتفسَّرت إن الطبيعة البشرية غلبت صاحب البيت ومقدرش يعيش في المكان اللي خسر فيه أسرته، والمشتري الجديد سكن وعاش في البيت عادي، بَس بعد شَهر تقريبًا المشتري الجديد كان راجع من شغله في آخر اليوم، وبعد ما دخل البيت بثواني الناس سمعته بيصرخ، ولمَّا اتجمعوا عند البيت اكتشفوا إنه لمَّا دخل شاف مراته مشنوقة.

مع كل تفصيلة كنت بسمعها الإثارة كانت بتزيد، وشَغفي كان مخليني عايز أسمع أكتر، عشان كَده سألته من تاني:

-ويا ترى مين اللي عمل كده؟

-التقرير الطبي أثبت إنه انتحار، ومن بعدها جوزها انعزل عن الدنيا بسبب الصدمة، بَس اللافت للانتباه؛ هو إن الشريط بدأ يتعاد من الأول، الراجل كان بيختفي طول اليوم ومبيظهرش غير في الليل لمَّا الناس بتدخل بيوتها، ومبيدخلش البيت غير بعد الفَجر، نَفس اللي كان بيعمله صاحب البيت القديم، والشريط اتعاد من البداية تاني وباع البيت فجأة، بَس مع المشتري الجديد بدأت تظهر أحداث جديدة، لأن بعدها الناس بدأت تسمع مراته وهي بتصرخ من وقت للتاني وبدون سبب، حتى المشتري نفسه كان مستغرب صريخها، ومن هنا الست بدأت تكشف عن السبب اللي بيخليها تصرخ، ساعتها قالت إنها بتشوف ست مشوَّهة ومعاها جوز صبيان مشوَّهين، بيظهروا فجأة في أوضة من الأوض وجِلد وشّهم بيسقط في الأرض، بس من الواضح إن هي بَس اللي شافت ده؛ لأن آخر مرة صرخت فيها جوزها كان موجود في البيت، وفي نفس الوقت لا شاف ولا سمع، ولمّا الكلام ده انتشر أهل المنطقة فسَّروا إن الست شافت مرات صاحب البيت القديم وأولاده الصبيان اللي ماتوا محروقين في البيت، ومعنى شافتهم هنا إنها شافت عفاريتهم أو أشباحهم، ومن هنا ريحة البيت بدأت تفوح في المنطقة واتعرف إنه مسكون بسبب الحادثة اللي حصلت فيه.

برغم إني مكنتش مقتنع بكلام لؤي وبسمعه من باب التسلية، لكني قُلت له:

_الأكشن بدأ يزيد وجرعة الرعب شكلها هتبقى مكثَّفة يا ابن عمي.

_طبعًا أنت واخد كلامي تريقة وأكيد من جوّاك بتقول إني مجنون ومتربي في مجتمع جاهل بيؤمن بحقيقة الخرافات.

حسيت بالحَرَج لمّا قال لي كده، عشان كده حبِّيت ألطَّف الدنيا فقُلت:

_مقصدش يا لؤي، بس الحكاية غريبة، اشمعنى مرات المشتري الأخير هي اللي شافت؛ ليه مش عروسة المشتري اللي اشترى من صاحب البيت الأصلي واللي الحكاية أصلًا تخصه.

_ما هو لو صبر القاتل على المقتول يا آدم، الحكاية بتقول إن بعد كام يوم مرات الراجل ده انتحرت، قام بالليل لقاها قاطعة وريد إيدها الشمال وواقعة في أرضية المطبخ ودمها متصفِّي جنبها في الأرض، وطبعًا تكرار الانتحار هنا كان بيأكد إن أشباح الست اللي اتحرقت وأولادها ورا الحكاية، عايز أقول لك كمان إن بعد الحادثة دي الراجل بقى بيظهر قدام البيت بالليل وبيختفي طول النهار، بس زي ما مراته قالت إنها شافت أشباح الست وأولادها اللي اتحرقوا وكشفت وجودهم، جوزها برضه كشف سبب ظهوره بالليل واختفاؤه طول النهار، لأنه وقتها حكى للناس في الشارع إن كلام مراته حقيقي، وإن فعلًا أشباح الست وأولادها موجودين وبيظهروا بالليل من بعد انتحار مراته، عشان كده مكانش بيقدر يبات جوَّه البيت وبيقضي الليل سهران برَّه وبيدخل بعد الفجر، وطبعًا كلامه بيفسّر ليه صاحب البيت اللي قبله كان بيظهر بالليل وبيختفي بالنهار من بعد ما مراته انتحرت وشنقت نفسها، وبيفسَّر كمان تصرُّف صاحب البيت اللي مراته وأولاده ماتوا والنار شوِّهته، أكيد هو كمان كان بيشوف أشباحهم بالليل.

_خليني أفترض إن كلامك صح، عايز تقول لي إن صاحب البيت الأصلي هيخاف من مراته وأولاده وهيبات في الشارع!

_مش لو كان اللي بيظهر مراته وأولاده فعلًا يا آدم، هُمّا ماتوا واندفنوا تحت التراب وأشباحهم هي اللي بتظهر، والأشباح يبقوا قُرناء الأشخاص اللي بيموتوا موتة مش طبيعية، قتل بقى أو حادثة أو حرق، كل دي أسباب بتخلي قرين الشخص يفضل موجود بعد موته، عندكم بقى بتسموه شبح، وإحنا هنا بنقول عليه عفريت، مش هنختلف على المسميات طالما الجوهر واحد.

_بس الأشباح كانت قصص بنتسلّى بيها، إنما أنت بتتكلم على إنها حقيقة.

_يعني لو مش حقيقة ليه صاحب البيت الأخير سابه وفضل مقفول طول السنين دي لحد ما وصل للحال ده، حتى ورثة الراجل ده مقربوش من البيت لأنهم عارفين إنه لا يتسكن فيه ولا حد هيرضى يشتريه.

_وجايز عندهم اللي مكفيهم وزيادة لدرجة إنهم ناسيين البيت ومش في حساباتهم أصلًا.

_معتقدش يا آدم، مفيش بيت بيتهجر فعلًا غير لو كان مسكون بجد واللي فيه بيطفّشوا أي حد يسكنه.

_عارفة كلامك ده معناه إيه يا لؤي؟ إن الناس بتموت وبترجع تعيش تاني بشكل مختلف، أشباح بقى أو عفاريت، لكن في الأول والآخر بيظهروا في آخر هيئة ماتوا عليها، نفس فكرة الزومبي؛ الموتى الأحياء، يعني الناس تموت وترجع تعيش في هيئة مختلفة لكنها مرعبة، وتتصرف تصرفات ترعب الناس اللي لسه عايشة، وبيعملوا ده من باب الانتقام لأنهم ماتوا والأحياء اللي بجد لسه بيتمتعوا بالدنيا، أو جايز عايزين ياخدوهم معاهم لعالم الموتى، أنا مش بقلل من كلامك ولا من اللي سمعته، بس جايز البيت مفيهوش لعنة ولا أشباح، وارد جدًا اللعنة تكون في شوية كلام اتقال خلّى الناس عندها قناعة إن البيت مسكون، وجايز كمان حكاية الانتحار تكون مصادفة وتكرارها في نفس البيت يكون له سبب تاني والناس ربطت الأحداث دي بالحريقة واللي حصل فيها.

_لأ يا آدم، لو اللي بتقوله صح يبقى ليه مرات صاحب البيت الأخير قالت إنها شافت الست وأولادها وهُما محروقين، تقدر تقول لي جابت التفاصيل دي منين؟

_وارد جدًا يكون حد قال حاجة قدامها وعقلها الباطن خلاها تتخيَّل اللي شافته.

_وعقلها الباطن برضه هو اللي خلاها تقطع وريدها؟ وهو اللي خلّى الست اللي قبلها تشنق نفسها؟ وهو اللي خلى أصحاب البيوت تقضي الليل قدام البيت بسبب اللي بيشوفوه كل ليلة؟

_أنا مش قادر أفسّر كل ده تفسير منطقي، بس لو افترضنا إن البيت فيه أشباح فعلًا، تقدر تقول لي بقالي أسبوع هنا مسمعتش الحكاية دي غير منك ليه؟

_لأن الحكايات دي عاملة زي راكية النار، بتفضل هادية والرماد بيغطّيها، لكن مع أي لفحة هوا النار بتظهر. الناس هنا اتعودوا يشوفوا البيت، زي ما أنا اتعودت أشوفه من وقت ما وعيت على الدنيا، وسكوت الناس مش معناه إنهم ناسيين الحكاية، كل الفكرة إن الحكاية بقت زي النار اللي الرماد مغطيها، وسؤالك كان لفحة الهوا اللي خلتها تولَّع من تاني، ولو نزلت الشارع وجبت سيرة البيت مع أي حد أكيد هتسمع نفس الكلام اللي سمعته مني، الناس مش ناسية بس الدنيا تلاهي وعندهم ألف حاجة أهم من إنهم يقضوا وقتهم يحكوا حكاية اتحكت مليون مرة.

_أنت شُفت حاجة في البيت يا لؤي؟

سؤالي بالنسبة له كان زي لسعة الكرباج، ملامحه اتغيَّرت وحسيت إنه اتلجلج، لكنه حاول يتدارك الموقف وقال لي:

_عن نفسي مشوفتش حاجة في البيت.

_يعني عايش حياتك قدام بيت مسكون ومشوفتش أي حاجة غريبة حصلت فيه! وفي نفس الوقت عندك يقين بإنه مسكون لمجرَّد حكاية حصلت من زمان والناس نقلتها.

_عايز تقول إيه يا آدم؟

_اللي عاوز أقوله يا ابن عمي إن مش كل حكايات الناس صح، يا ما بيوت اتقال عنها مسكونة لمجرد إنها بيوت قديمة والحكاية طلعت على فاشوش، مش بعيد تكون حكاية البيت نفس حكاية أبو رجل مسلوخة وتطلع فشنك. طيب أنا راضي ذمتك، عمرك قابلت أبو رجل مسلوخة اللي مرات عمي كانت بتخوِّفك بيه وأنت صغيَّر عشان تدخل تنام بدري؟

بعد السؤال ده النقاش اتقلب تهريج وهزار، وقتها الليل كان بدأ يدخل، خلصنا وقفتنا على السطوح ونزلنا وكل واحد فينا دخل شقته، قعدت مع أبويا وأمي واتعشينا والدنيا كانت ماشية طبيعية، لحد ما دخلت أوضتي عشان أنام، وبمجرّد ما حطيت راسي على المخدّة؛ لقيت عقلي بيعيد عليا الحوار من تاني، ودي كانت حاجة غريبة، لأن من عادتي لمَّا بتكلم في حاجة بنساها بعد ما الكلام فيها بينتهي؛ فكنت مستغرب ليه دماغي مخزِّنة الحوار ومركِّزة فيه وبتعيده عليا من تاني.

مع الوقت الحكاية سيطرت عليا، سألت نفسي كتير: ليه النَّاس هنا مش بيتعاملوا مع الحكايات دي من باب التسلية؟ دول عندهم قناعة إنها موجودة، لدرجة إنهم مستعدين يوقفوا حال بيت ويخسروه لمجرد قناعتهم إن الست اللي ماتت محروقة فيه هي وأولادها بيظهروا لأي حد يسكنه، لأ وبيخلوا الستات اللي في البيت تنتحر، أنا أراهن إني لو لسَّه في أمريكا واتكلمت مع أصحابي هناك وقُلت إني مقتنع بالكلام ده؛ أقل حاجة هيتقال عني إني بقيت شخص غريب الأطوار.

التفكير اتحوِّل لفضول، والفضول اتقلب معايا بمغامرة؛ لأني في الليلة دي قرَّرت أدخل البيت وأشوف إيه حكايته، وبمجرَّد ما الفكرة خطرت على بالي قمت من السرير وأخدت تليفوني، خرجت من الشقة في هدوء تام، نزلت على السلم بنفس الهدوء وخرجت من البيت، الساعة كانت اتنين صباحًا، مكانش في الشارع صرّيخ ابن يومين، قربت من البيت وفتحت كشاف التليفون، وبدون ما أتردد مشيت ناحيت الباب ودخلت من الفراغ اللي بين الدرفتين، فضلت واقف شوية لحد ما قلبي يطَّمن للمكان، إيدي كانت رايحة جاية بالكشاف في كل ناحية، التراب كان مالي الأرض والعنكبوت كان عامل إمبراطورية في السقف وأركان الحيطان، دَه غير كمية لا بأس بها من الورق القديم والأكياس البلاستيك؛ واللي بالتأكيد دخلت من الفراغ اللي بين درفتين الباب اللي دخلت من بينهم.

أخدت أول خطوة بحذر، بعدها رجليا بدأت تطاوعني أكتر، وخطوة والتانية ولقيت نفسي طالع السلالم ناحية الشقة اللي في الدور الأرضي، مصدَّقتش نفسي لمَّا زقِّيت باب الشقة واتفتح معايا، بَس صوته بيقول إن مفصَّلاته أكلها الصدا، لدرجة إن صوت التزييق خلاني أخاف، ولأن الصوت كان طبيعي يطلع من باب متحرَّكش من سنين؛ فكمِّلت وشيلت الخوف من دماغي، دخلت الشقة وبدأت ألِف فيها، ملاحظتش أي شيء غريب، كل الحكاية إن بعد دقايق سمعت صوت الباب من تاني، قلبي وقع في رجلي لمَّا فكَّرت في السبب اللي خلَّى الباب يتحرَّك، في اللحظة دي نوَّرت بكشاف التليفون ناحيته، ملاحظتش أي شيء غريب، وهنا كان في تفسير من اتنين مفيش غيرهم، يا إما مفصلات الباب اتحرَّكت من نفسها؛ ودَه رد فعل طبيعي عشان أنا حرَّكتها بالعافية، أو جايز لمَّا اتحرَّكت الصدا اتشال عنها وبقت أخَف من الأول والهوا قدر يحرَّك الباب.

وقفت أنتظر إيه اللي ممكن يحصل، بَس الوقت فات ومحصلش أي حاجة، ملفتش نظري غير إشعار التليفون اللي عرفت منه إن البطارية بقت خمسة في المِيَّة، ولحد هنا قررت أخرج من البيت قبل ما التليفون يفصل والكشاف ينطفي.

بعد ما خرجت دخلت بيتنا وطلعت شقتنا في هدوء، بَس عاوز أقول لكم إني خليت المغامرة اللي قُمت بيها سِر، محبِّتش أتكلم فيها مع حد ولا حتى لؤي، وعاوز أقول لكم كمان إني بقيت أدخل البيت من وقت للتاني بعد نُص الليل، جايز حبّيت أثبت لنفسي مين الصَّح ومين الغلط، فكرتي عن إن العالم دَه ما هو إلا قصص بنستمتع وإحنا بنسمعها، ولا قناعة الناس هنا اللي بتقول إن العالم دَه حقيقة ولكن غير مرئية، وفضلت على الحال ده لحد ما حوار البيت اتفتح من تاني وأنا بتكلم مع لؤي، ساعتها استغلّيت الفرصة وقُلت له:

-كل اللي بتحكي عنه مش حقيقة، جايز اللي حصل من سنين طويلة وراه سبب تاني منطقي، وعشان هنا أرض خصبة للحكايات دي الناس سابت السبب المنطقي وفسَّرته بمنطق الخُرافة.

لؤي كان مستغرب من كلامي عشان كده سألني:

-وأنت عرفت منين إن اللي حكيت عنه مش حقيقة!

-لأني دخلت البيت بنفسي، ومُش مرَّة واحدة، لأ. دَه أكتر من مرة، ودلوقت أنا واقف قدامك صاغ سليم زي ما بتقولوا، فين الست وأولادها الصبيان اللي أشباحهم بتظهر في البيت، قُلت لك من البداية كل دي حكايات بتندرج تحت أسطورة الموتى الأحياء.

لمَّا عرف إني دخلت البيت شُفت اندهاش غريب على ملامحه، ومن شدة اندهاشه مقدرش يعلَّق على كلامي، لكن أنا اللي أخدتها فرصة وكملت وقُلت له:

-فين الأذى اللي طالني؟ مُش لو اللي بتقول عليه حقيقة كان جرى لي حاجة، أو على الأقل كنت شُفت أي شيء غريب أو سمعت أي أصوات، عارف يا لؤي إيه الفرق بين هنا وهناك في أمريكا؟ هنا بتعطوا فرصة للخيال إنه ياخد مساحة أكبر من مساحته، لدرجة إنه بياكل من مساحة الحقيقة وبيبدأ يحِل محلها، عشان كده خرافات كتير بتعاملوها على إنها حقيقة، لكن لما تدخل جواها هتعرف إن تصديقك ليها كان سذاجة، زي حكاية أبو رجل مسلوخة اللي كنت بتخاف منها وأنت صغيَّر، ولمَّا كبرت بقيت تضحك على سذاجتك وأنت طفل، هناك بقى الخيال مش بيخرج عن كونه مجرد خيال، عشان كده الناس هناك واقعيين جدًا، الحقيقة حقيقة؛ والخيال والأسطورة مجرد خيال وأساطير بتتسمع وتتحكى في وقت الفراغ بس.

لمَّا خلصت كلامي لقيته لسَّه ساكت، واللي فهمته إنه بيفكَّر في كلامي، وده اللي خلاني أعرض عليه عرض فقلت له:

-إيه رأيك ندخل البيت سوا بعد نُص الليل عشان تتأكد بنفسك؟

ساعتها رد عليا بنبرة كلها تردد وقال:

-بيت إيه اللي ندخله يا آدم أنت بتهزر!

-أنا بتكلم بجد، جايز لمَّا تتأكد بنفسك الدنيا تتغيَّر والناس تقتنع إن البيت مفيهوش حاجة.

أنا عارف كويس أوي إن البيِّنة على من ادعى، عشان كده لمَّا لقيته مصمم على رفضه؛ اقترحت عليه إني هدخل البيت قدامه، وبالمرة أثبت له إني دخلت البيت قبل كده، دَه في حالة يعني لو مكانش مصدق كلامي، وفي نفس اليوم بعد نُص الليل دخلت البيت بنفس الطريقة وأنا منوَّر كشاف التليفون، أما لؤي فكان واقف في بلكونة شقتهم، لفّيت في الشقة كالعادة على نور الكشاف، لكن وأنا جوَّه أوضة من الأوض، بدأت أشِم ريحة غريبة، كانت أقرب لريحة اللحم اللي بيتحرق. في البداية افتكرت إنها ريحة حاجة ميِّتة في المكان، لكني مكنتش قادر أشوف مصدر الريحة في نور الكشاف، رغم إني دوَّرت في الأركان كلها، وده اللي خلاني أقرر أخرج من البيت لأن الريحة كانت بتزيد ومكنتش قادر أتحملها.

بمجرَّد ما اتحرَّكت ناحية باب الأوضة لقيته اتقفل من نفسه، في الوقت دَه بدأت أحِس إني مُش لوحدي، في خطوات قريبة مني وحد بيدور حواليا، الخوف بدأ يسيطر عليا، وبرغم كده كنت مركز وقدرت أعرف إن دي خطوات 3 أشخاص، بدأت ألِف حوالين نفسي وأنا بحاول أكشف أكبر قدر من الأوضة بنور الكشاف، ساعتها شُفت أكتر شيء غريب مكنتش متوقع إنه يحصل، كان في 3 خيالات قدامي، ومع الوقت الخيالات بدأت تقرَّب مني وملامحها ظهرت بالتدريج، ساعتها بَس اكتشفت إني شايف سِت محروقة وجوز صبيان محروقين، وبمجرَّد ما أدركت الحقيقة دي اختفوا وباب الأوضة اتفتح فجأة، لكنه اتفتح بشدة وكأن في شيء بيحاول يخلعه من مكانه.

لمَّا الباب اتفتح خرجت بدون تفكير، لأن اللي حصل غيَّر قناعاتي كلها، حسيت للحظة إني لو فضلت موجود جايز حاجة تانية تحصل ووقتها وارد جدًا ميكونش في فرصة تانية للخروج من البيت.

خرجت وأنا مُش قادر آخد النَّفس، جريت وأنا بعدِّي الشارع ودخلت بيتنا، وفي طريقي لشقّتنا لقيت لؤي منتظرني على السلم، أول ما شافني سألني:

-بتجري ليه يا آدم؟

-عادي، قُلت جايز حد يشوفني وأنا خارج من البيت؛ عشان كده قُلت أدخل بيتنا بسرعة.

كان بيبُص لي من فوق لتحت وكأن الكذبة اللي كذبتها باينة على وشي، لكنه معلَّقش على كلامي، زي ما يكون عارف أنا شُفت إيه جوَّه ومحبِّش يحرجني.

طلعت على شقتنا ودخلت أوضتي في هدوء، قعدت على السرير وأنا حاسس إن دماغي اتفيرَست وأفكاري وقناعاتي كلها انضربت، الوقت فات وأنا قاعد في مكاني، عيني مشافتش النوم، كل الحكاية إني بدأت أحِس بشيء غريب، إحساس جوايا بإني عاوز أنعزل عن كل اللي حواليا، وفعلًا، مع الأيام انعزلت عن أمي وأبويا ولؤي وكل اللي بتعامل معاهم، لدرجة إن أبويا لمَّا شاف حالتي بتتدهور أخدني في السر ورُحنا لدكتور نفساني، وبعد ما اتكلم معايا شخَّص حالتي على إنها اكتئاب وكتب لي العلاج المناسب، والأيام فاتت وأنا على نفس الحالة، العلاج مكانش جايب نتيجة، لدرجة إني في أوقات كنت بفقد إحساسي بكل شيء حواليا لوقت معيّن، بعدها برجع لوعيي وأنا مُش عارف كنت فين قبل ما أفوق، لحد آخر مرَّة، اتفاجئت بنفسي واقف قدام مراية التسريحة اللي في أوضتي وماسك سكينة المطبخ في إيدي، وفي نفس الوقت عيني كانت مبحلقة في إيدي التانية، وبرغم إدراكي للحالة اللي كنت فيها؛ لكني مكنتش قادر أسيطر على نفسي، عشان كده محستش بنفسي غير والدم نازل من الوريد اللي قطعته بدون ما أعرف أنا عملت ده إزاي.

وقتها الدنيا غيِّمت من حواليا، آخر حاجة افتكرتها إني وقعت في الأرض والدم بينزف من إيدي، عيني غمَّضت وبعدها محسِّتش بحاجة، بَس لمَّا فتحتها من تاني لقيت نفسي نايم على سرير في مستشفى، إيدي متخيَّطة ومتعلَّق لي محاليل، كان حواليا أمي وأبويا ولؤي وعمي ومراته، ساعتها عرفت إن أمي دخلت تطمن عليا لقتني واقع في الأرض وقاطع وريد إيدي، ساعتها صرخت وأبويا وعمي طلبوا الإسعاف، وعرفت كمان إن اتعمل محضر وأنا مش دريان بنفسي، وبالروشتة والأدوية اللي كنت باخدها المحضر اتكتب فيه إني مريض اكتئاب، وإن ده سبب محاولة انتحاري، ومن بعد الحكاية دي أبويا قرر نقطع أجازتنا ونسافر، أصله افتكر إن الاكتئاب سببه إني عيشت فترة بعيد عن حياتي اللي اتعوِّدت عليها وأصحابي والكلام دَه.

بعد ما سافرنا حالتي بدأت تتحسن، وده اللي خلى أبويا يقتنع أكتر إن سفري هو سبب اكتئابي، وبرغم إنه فاهم غلط لكن مكانش عندي القدرة إني أعترض على كلامه، أولًا لأنه ميعرفش بدخولي البيت ولا باللي حصل فيه، ثانيًا لو حكيت له هيقول إني بخرَّف، أصل أبويا برضه عاش هنا فترة طويلة وأفكاره وقناعاته اتغيَّرت ومش بيصدّق في الكلام ده، يعني أفكاره كانت زي أفكاري قبل ما يحصل معايا اللي حصل في آخر مرَّة دخلت فيها البيت.

أما أنا بقى؛ فكان ليا رأي تاني، وهو إني شُفت الست اللي اتحرقت وأولادها الصبيان فعلًا، ومن بعدها دخلت في حالة مش مفهومة وصَّلتني إني أنتحر. الحالة دي الطب فسَّرها على إنها اكتئاب لمجرَّد إني كنت منعزل عن الناس، لكن في الحقيقة اللي بقيت مقتنع بيها، الحالة دي سببها ظهور أشباح الست وأولادها، أو خلوني أسميها حسب المجتمع اللي أنا عايش فيه؛ الموتى الأحياء، الأرواح الغضبانة اللي بتفضل ساكنة المكان بسبب بشاعة طريقة موتها، واللي بيعتبروا اقتحامنا لعالمهم خطأ لازم نتعاقب عليه بالموت والانضمام لعالمهم، واللي هي أكيد نفس الحالة اللي اتسبّبت في إن واحدة تشنق نفسها وواحدة تانية تنتحر بنفس الطريقة اللي حاولت أنتحر بيها، واللي لحد ما حصلت معايا كنت فاكرها مجرَّد أسطورة.

بعد سفري كنت على تواصل مع لؤي أكتر من الأول، وبرغم كده مكنتش بحكي عن اللي شُفته في البيت، لحد ما في آخر مكالمه لقيته بيحكي عن واحد دخل البيت كام مرَّة، من اللي بيعملوا مغامرات في الأماكن المهجورة وبيصوَّر فيها فيديوهات، ولمَّا الناس حذرته عمل ودن من طين وودن من عجين، بعدها اكتشفوا إن الشخص ده شنق نفسه، ومن بعد الحكاية دي أهل المنطقة تواصلوا مع ورثة البيت وجابوا أكتر من شيخ عشان يحل المشكلة وكلهم فشلوا، لدرجة إن في واحد منهم كان هيتأذي، ومن بعدها مفيش شيخ وافق إنه يقرَّب من البيت، وإن الناس بعد ما كانت اتعوِّدت على البيت ونسيت حكايته بدأوا يتكلموا عنه ويخافوا منه تاني، ولحد هنا حكيت عن اللي حصل معايا، واللي اتضح لي إن لؤي كان عارفها بسبب الخوف اللي كان ظاهر على ملامحي وقت 

بعد سفري كنت على تواصل مع لؤي أكتر من الأول، وبرغم كده مكنتش بحكي عن اللي شُفته في البيت، لحد ما في آخر مكالمه لقيته بيحكي عن واحد دخل البيت كام مرَّة، من اللي بيعملوا مغامرات في الأماكن المهجورة وبيصوَّر فيها فيديوهات، ولمَّا الناس حذرته عمل ودن من طين وودن من عجين، بعدها اكتشفوا إن الشخص ده شنق نفسه، ومن بعد الحكاية دي أهل المنطقة تواصلوا مع ورثة البيت وجابوا أكتر من شيخ عشان يحل المشكلة وكلهم فشلوا، لدرجة إن في واحد منهم كان هيتأذي، ومن بعدها مفيش شيخ وافق إنه يقرَّب من البيت، وإن الناس بعد ما كانت اتعوِّدت على البيت ونسيت حكايته بدأوا يتكلموا عنه ويخافوا منه تاني، ولحد هنا حكيت عن اللي حصل معايا، واللي اتضح لي إن لؤي كان عارفها بسبب الخوف اللي كان ظاهر على ملامحي وقتها، ولولا إن الحكاية بدأت تكبر مكنتش هحكي، في ناس مهووسة بفيديوهات الرعب وبتدخل الأماكن دي كتير، وفي ناس معندهاش قناعة بالكلام ده وممكن يعملوا زي حالاتي ويدخلوا البيت عشان يثبتوا إن ده كلام فاضي، بَس ساعتها هيكونوا بيغامروا بحياتهم وهُما مش عارفين اللي فيها، زي ما أنا دخلت البيت وأنا معتمد على قناعاتي ومكنتش متوقع اللي هيحصل معايا، ووارد جدًا إن ربنا نجَّاني عشان أكون شاهد إن البيت دَه فعلًا مسكون بأرواح ناس غضبانة فقدت حياتها في حادثة مأساوية، عشان كده بعد ما حكيت حكايتي وأنا بتكلم مع لؤي وقفلت معاه المكالمة، بعت له رسالة قُلت له فيها: "نبِّه الناس يا لؤي، اكتب على البيت إن في أشباح سكناه، وحُط بين قوسين "احذروا الموتى الأحياء".

تمت...

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328545
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184317
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176064
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126463
6الكاتبمدونة مني امين115748
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96563
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86756

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1652 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع