لا أُريدُ رَجُلاً في حياتي
لا أُريدُ صَيّاداً يَرصُدُ وَشْمَ دَيناصورٍ
على سَطحِ ذاتي
لا أُريدُ مَصّاصَ دِماءٍ يَغفو مع طلوعِ الشمسِ
على بَقايا فُتاتي
لا أُريدُ قُفّازاً تَعفَّنَ و اهترأَ منذُ زَمنٍ
بِمَنقوعِ المُطهّراتِ
لا أُريدُ عَيناً تُطارِدُ بَرائَتي
و تُمزِّقُ بالغَدرِ
أجنِحةَ الفَراشاتِ
لا أُريدُ أن أغفو على مَسْكنِ
الظنونِ البائِساتِ
و مَخالبٌ ثَكلَى تُقَفِّرُ بالمَوتِ
خَمائِلي الناعماتِ
لا أُريدُ خَفّاشاً يُطفئُ الشمسَ كُلَّ يَومٍ
لِتُغتَصَبَ تَحتَ جُنحِ الظلام
أصبَى صباحاتي
لا أُريدُ أن تَنعَقَ البومُ فى ذِكرَى
ميلادي و يَومَ وَفاتي
و تُسدَلُ سَتائِرَ النسيانِ
عَلى قِصّةِ حَياتي
يا مَن نأَيتَ و غُرورُ قَلبِكَ
عَنّي
وكَفرتَ بِرُقيا المُعوَّذاتِ
قلبُكَ الآنَ كَهفٌ جَليديٌّ
تَموتُ على جُدرانهِ
أجملَ الرّموزِ و الكلماتِ
يامَن وَهَبتَ لقَلبي حَياتَهُ
كيفَ أصبحتَ الآنَ
هادِمَ اللّذّاتِ
يا مَن رَسَمتَ بِحرفِكَ
أحلاماً و أحلاما
و أسكَنتَ رُسُلَ الغَرامِ
جَنّاتٍ فَوقَ جَنّاتِ
و مَلأتَ بِكلماتِ العِشقِ
حَتّى تَشَققَت
صَفَحاتٍ و صَفَحاتِ
آهٍ كَمْ أُشفِقُ الآنَ
علَى صَفَحاتٍ كانَت عَزيزاتِ
إشتَقتُ طيوري قَد كُنتُ أُطعِمُها
قَمحي و مَحَبّتي
و مَع شُروقِ الشَمسِ كانَت
بِدءُ الزياراتِ
الماءُ و الإشراقُ
كَم كانَ يُسعِدُها
حَتى إذا أنِسَت
نادَت و استأنَسَت
فى حَضرَتي
أزهَى الجَناحاتِ
كانَت تُكَلمُني بِقُبلَتَىّْ خَرَزٍ
علَى وَجنَتَيها
حَتى المَغيبِ
و كَم كانَت تَطيبُ
المُناجاةِ
حَتى شَقَقتَ سَلامَها
و أخَفتَها
فَزِعَت و طارَت
أغلَى الصَّديقاتِ
هَل كُنتَ ذا يَومٍ
تَعبأ بِها ؟!
لا أعرِفُ الآنَ مَن يُطعِم
حَبيباتي
يا مَن وُلِدَت و ضَجَّت
بِقَلبِكَ يَوماً
أغلَى ابتِساماتي
و قَتلتَها
و قَتلتَني
كَيفَ استَطَعتَ اليَومَ
بِقَلبٍ باردٍ
أن تَذبَح يَماماتي !!!