أنتَ الظُّلمَة ...
في الظُّلمَةِ لاشَيئَ واضِح .. الظُّلمَةُ سَوداءٌ ، مُخيفة ..
الظُّلمَةُ أسرارٌ .. فلن أعرف أهي خطرٌ أم أمان ..
في الظُّلمَةِ لن أعرف اتجاهي ، هل أقفُ مكاني ! أم أخطو إلى الأمام ..
الظُّلمَةُ ظالِمة ففيها لن أحكُمَ بالعدل ، لأني بداخلها عَمياء ..
الظُّلمَةُ باردة ففيها لا أرى عَينَيك .. فلن أقرأ نظراتك .. أهي مُحِبة أم ساخرة أم ميّتة - !! أهي مشتاقةٌ أم هي سِكينٌ في قَلبي !!
في الظُّلمةِ لا أستطيع الاقتراب ، فلن أعرف أأنت حبيبي أم أنتَ ذِئبُ ليلَى ..
( سأحِبّكَ على أيّةِ حال ) ..
في الظُّلمَةِ سأظلمكَ حتماً .. لاتَلُمني ، فالظلامُ صامِت !
أنا الشمس ..
فَتعالَ نَحوي ، تَعالَ بمرآتِكَ إليّ لتَرَى نَفسك ، لتَرَى ندوبَك وجراحَك ، لتَرَى دموعَك ، دموعَك الحَبيسة بين قَوسَيّ ابتسامتِكَ الحزينة !!
تَعالَ إلى دِفئي لأُذيبَ جليدَك .. لأُذيبَ حَديدَك ...
لأُحوّلَ قضبانَكَ إلى أقواسِ نَصرٍ ، تعلوها الراياتِ البيضاء ..
تَعالَ إلى نوري لأضيئَ عَتمتك ..
وإلّا فكيفَ أعيدُ إليكَ إنسانيتكَ إن لم تُزِح ستائرك !
كيف أداويكَ و أشعلُكَ و أدُلّكَ و أطمئِنكَ وأنتَ سَجينُ ظلامَك !!!
دَع ظِلالَكَ واهجرها ، وتَعالَ إلىّ بلونِ عينيكَ و حدائقها ، تَعالَ لأزرَعكَ مِن جديد ، لأَفلحَكَ وأَمطُرُكَ وأَحصُدُكَ لي ولكَ و للسماءِ و البَحر ..
أيّها الصّامِتُ الجامِح .. السّارِح في المَلَكوت ...