دعني أهمس لك بأمر خطير جدًا...
"لقد افتقدتك بشدة.. قدر افتقاد الزهور للضياء"
أنى للصباح أن يأتي دون تحيتك..
أنى لجفني أن يتفتحا على غير بُنِّيتيك..
أستيقظ على همس حروفك.. كأميرة الثلج..
تلك التي أعادتها قبلة الأمير إلى الحياة..
همسات يرسم بها الربيع لوحاته على ملامحي الجدباء..
ويعيد النور على ربوع قسماتي..
بينما نغمات صوتك تطربني.. وتدغدغ حواسي..
فأرقص مع الورد تارة.. ومع الفراشات تارة.. وتارة أخرى مع الغيمات..
"عزيزي صاحب المقام الكبير"
افتقدتك.. واسمك.. وصوتك.. وضحكتك..
يسألون كيف للوطن أن يفتقد ساكنيه وهم فيه؟
أما يفتقد الزهر عبيره إذا ما هاجمته الرياح؟
حينما تدهس أرجاءه فتشتته وتحنيه وتخطف منه أنفاسه..
وأنت صباحي..
تأتي دافئًا.. حانيًا.. هامسًا.. عطرًا..
يرتب بعثرة الدقائق من حولي..
ويعيد للتقويم أسماءه وألقابه..
بين يديك أمسك بريشتي وأغمسها في كحل أهدابي..
وأحفر على صفحة الأيام وعدًا جديدًا..
استهلاله "أحبك"
ومقدمته "أحبك"
ومناقشته تدور حول كم "أحبك"
ومن دون شكٍ تلخص خاتمتي حقيقة أنني لا يمكنني أن أعيش دون أن "أحبك"
وبحبك.. ما زال لدي الكثير لأفعله..
ما زلت قادرة على تلوين الزهور من ضحكات الشمس..
وترتيب أبجدية اللغات..
ما زلت قادرة على اللعب مع الأطفال.. والركض بين الحقول.. وملاحقة الفراشات..
وما زلت قادرة أن أهب الناس ابتسامة تعينهم على سهام الدهر..
"بحبك" ما زال لدي الكثير لأعطيه..
والكون أيضًا ما زال لديه من المنح لقلبي الكثير..
وأحبتي فيه كثر وأعزاء جدًا..
رفيقي النهر وعذوبته..
والصباح ونسيمه..
والورد وعبيره..
والأغاني وسحرها..
والقمر وأسراره..
والبحر وأمواجه..
والفجر ورسائله..
أولئك الرفاق الأوفياء الدائمون.. متى حللت هم معي..
يعينوني كي أكون على قيد الأحياء أعيش..
وأحلم..
فأنا ما زلت رغم كل الآلام أحلم..
ورغم كل الهزائم أنهض وأعتزم المسير..
ما دمت أنت ها هنا معي..
موطني حيث أنت.. وذويك حيث أكون..
أستند على دفء راحتيك فأكتمل بك..
وتحملني حدقتيك لأقوم وأبعث من جديد..
لأحلق..
لأتنفس..
لأعيش..
نجمة تتألق في السماء..
ضياؤها منك أنت..
حرة كمهر عربي أصيل..
وفارسها فقط أنت..
يجمعنا حب..
ووعد..
ونبض وأمل..
طالما أنت هنا..
سأراقصك تحت فضية القمر..
وأكون لك كل الحياة..
بتعقلٍ يليق بنا..
وبجنون حب حقيقي لم يطل غيرنا..
وابتسامة من قلبينا تعم العالم..
وتملؤه دفئًا وضياء..