" كنت أغرقُ فيكَ بكُلِّ مرَّة تقفُ بها أمامي بثباتٍ وبرود، تنظرُ إليَّ بعينيك الناعستين والخجولتين وأنتَ تمُدَّ يدكَ نحوي لتصافحني أما أنا فلم أستطع الوصول إليها لكنَّ قلبي فعلها!!
حينما قفزَ من جوفي ليُعانِقَ كفَّك الدافئة ويشتمُّ رائحتك الحلوة.
تلك الحلاوة التي ذابَت في روحي وقلبي فكانت تهيمُ حُبًَّا بِكَ، في كُلِّ ليلة تبحثُ عنكَ بين ثناياها عن تلك الرائحة المُعتَّقة بِكَ.
أجلسُ أمام أوراقي البيضاء المُبعثرة وأكتبُ بحبرِ العُشَّاق المُحرَّم، القلم الذي خبَّأتُه عن نفسي قبلَ الكون بأكمله.
تخطُّ يدي حروف رسائل كثيرة بأحرفٍ مُرتَجِفة أحفرُ اِسمك أُلصِقُه ب أُحِببتُكَ وأنا ألتفتُ في جميع الاتجاهات، هل رآني أحدٌ ما؟! أيَفضَحُ الورقُ قصَّة عشقي لكَ؟
أضعُ فوق فم الحروف يدي وأهمسُ لها بالكتمان عن سرِّي، بل عن لعنتي التي أغرقتني، وربَّما عن جنَّتي الأجمل.
أُكمِلُ كتابة الرسالة ب إشتقتُ إليكَ فهلا أتيت...
تذكَّرتُ كبريائي وحُبَّك لقبيلتك، أتوهم رفضكَ لي ونعتي بألفاظٍ كثيرة، أقاوم الصرخة الخارجة من أعماقي وأُمَزِّقُ الورقة الأولى.
أحاول مُجدَّدًا العبثُ في الحقائق، لأُبقيكَ معي إلى جانبي، هذه المرَّة كانت يدي أكثر ثباتًا، أنتَ صديقي الأغلى كتبتُ بشكل روتيني، ضَحِكَتْ الحروف باستهزاء وهي تصرخُ بي عن أيِّ صديقٍ تتحدَّثين هو عِشقِك، أَعلَنَتْ الأوراق رفضُها تبنِّي كذبتي وهي تطيرُ نحو الخارج تحملها الرِّياح إلى النافذة المفتوحة إلى جانبي.
وضَعتُ يدي على صدغي أفرُكُ جبيني وأنا أُفكِرُ أكثر، بما الذي يتوجَّبُ عليَّ فعله فعلًا، أنا الخاسرة الرابحة بِكُلِّ المعاركِ إذا ما كُتِبَ اسمك.
أَيُرسِلُكَ القدر لي على هيئة جنَّتي المُحرَّمة على قلبي قَطفُ ثمارها أو التنعُّمُ بها، أو أنَّ الحياة اختارت أن تكون مُكافئتي بعد حربٍ طويلة؟!
لا أعلم ما هو التفسير الأصدق، أقفُ في منتصفِ طريقي إليكَ وقلبِكَ، لذلك أغلقتُ قلمي وأعدتُه إلى مكانه من جديد.
تُعيدَني للواقع لمسةُ يدِكَ التي حفظتها داخلي، فأكتمُ نار لهفتي لرؤيتك، لعناقٍ دافءٍ لطالما احتجتُ إليه.
- مرحبًا تقولها همسًا..
يردُّ عليكَ قلبي: مُرَّحُبًَّا يكتمُها لسانُ عقلي بقول: أهذا أنتَ؟!
تنحني إلى الأمام حتى يصبحُ وجِهكَ مُلاصقًا للأوراق الموضوعة أمامي وأنتَ تُكملُ حديثك الذي بدأته:
- عقدة الورقة البيضاء، أم فكرة عصيَّة الحل؟!
يخرجُ صوتَك مجروحًا بسؤاله الماكر.
- بل عشقٍ وحُبٍّ ليس منه خلاص لحياةٍ أو موت، أُجيبُك بغموض وارتياب.
ترفَعُ إحدى حاجبيك وأنتَ تنظرُ داخل عيني مُستفسرًا عن إجابتي التي جعلتكَ في ذهول، بل كانت مفاجئة لي أيضًا إعلانًا خفيًَّا عن تمرُّدِ قلبي على عقلي وكبريائي..
- رواية بدأت بتحضيرها عِشق لا خلاص منه...أبرِّر مُتلعثمة.
علَّقتُ قلبي على طرفِ ابتسامتك النقيِّة لأُخبِّئ داخلها قصَّة عشقي لك، أُخبِّئني بِكَ فتخرج امرأة مختلفة عنِّي نحو الحياة. "