أُناظِركُ من بعيدٍ يا قمري؛ نعم أنت قمري فلا تستغرب هذا التشبيه الذي صِغتَهُ لكَ، فأنا لم أدعوكَ بالقمرِ كما يفعل الآخرون لأصِفَ جمالَكَ فأنتَ عندي أجمل من كل هذه الكلمات؛ لكنَّك مثله تمامًا مُضيء لامع وبعيد المنال!
رأيتُكَ اليوم من مكانٍ قريب على بُعدِ خطوتين وعُمرٍ من الفُراق الذي عشتَهُ معك، حتى أنَّ قلبي رَجَفَ وكأنَّ لكَ هالة عجيبة تُحيطُ جميع تفاصيلك، تجذِبَني نحوَكَ وأنا أجلسُ في مكاني.
احترقت دموعي وقَصُرَت يديَّ فتخشَّب جسدي وعقلي وكأنني في حضرةِ فاصلة زمنية إعجازية حقَّقَتُ فيها إحدى أمنياتي الكثيرة والتي تدورُ عنكَ وبِك.
أنت الشمس التي تدور في كوني، كينونتي التي أهربُ إليها من قسوة هذا العالم وظلمته، وسعادتي المُنتظرة التي لم أستطع البوح بها أمام أحدٍ حتى الآن.
أنت أجمل وأحبُّ الأشياء إلى قلبي، والتي عقدتُ قلبي بها، لذلك أخبرتُ الله عنكَ وعن حُبِّي لكَ، دعوته بأن أُصبِحَ أحبُّ العالمين على قلبِكَ، وبأن يجعلَكَ مُلكًا لي، وبأن أُصبِحَ السعادة المنتظرة داخلَك، بأن يحميك لي من كُلِّ شر وبأن يُبقيكَ لي شمسًا وقمرًا في جميع تفاصيلي.