خلقَ اللَّهُ الكون بعظمته وقُدرته ثُمَّ قدَّر كُلَّ شيءٍ لقدرٍ معلوم، وأجرى داخله قضاؤه وحكمته في سبعة أيام، وقدَّر خلق الانسان ليكون خليفته على وجه الأرض ثُمَّ جعل له شريكة في الحياة الدُّنيا من ضلعه الأقرب إليه لتكن مسكناً له، فلو عمَّر آدم ألف منزل تبقى حواء هي المسكن الآمن له من كُلِّ وحشة وضيق.
لكن مع اضطرابات العصور والتحديات والحروب اختلَّت معايير فطرية جُبلنا عليها لتخرج أمراض نفسية تُنشِئ صراع بين الجنسين الأنثى و الرجل ويبقى السؤال:
- شريك الحياة حليف استراتيجي أم عدو مع وقف التنفيذ؟!
لم يكن في يومٍ من الأيام وجودنا على الرغم من اختلافنا سوى الجزء من الكُلِّ، أليست الأنثى جزءً من الرجل؟!
وكيف بإمكان العالم فصل الجنس عن نوعه؟!
إلا أننا مُختلفين لنُكمِل ما بدأ به الآخر ونتقن العيش داخل الحياة، فالكمال لله عزَّ وجل، فنحن لسنا أحلاف وإنما أحباب وشركاء، وبالطبع اختلافنا في الهرمونات والأشكال، أحياناً الأفكار لا يجعل منا أعداء.
وتبقى الحياة بصعوباتها والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا تقضمُ أوقاتنا بشراهة، فنرى أننا بعد مرور السنين الطويلة والمُثقلة في حلِّ المشاكل والصراعات، وتتبُّع آثار الأطفال فقدان الاهتمام في حياتنا الخاصة، أو عدم قضاء الوقت الكافي مع شريك الحياة كما هو حال أولى سنة زواج.
فيبدأ كلُّ واحد من الطرفين بوضع حواجز تفصله عن الآخر، بحجَّة تراكم الأخطاء التي يرتكبها بحقِّه دون اكتراث.
ما إن يبدأ بالتفكير الصحيح ومراجعة نفسه بسبب الشوق الحنين، يبدأ بالاهتمام و الاقتراب عندما يُرفرف الشراع مُعلناً انسحاب السُّفن...
علاقتنا التي نعيشها تتشابه مع رصيد البنك، إذا ما أسرفت في الإنفاق دون اكتراث أو الإدخار ووضع الرصيد تعويضاً عن الذي أخذته، ستجد نفسك في يومٍ من الأيام مُفلس لا تمتلك قرشاً واحد، الاختلاف الوحيد هنا هو أنَّك تستهلك بنك المشاعر الخاصَّ بك في بنك قلب من تُحب.
- هرمومات أنثوية؟!
هذه الجملة الأكثر شيوعاً عند الرجال عندما يحدث الخلاف بينه وبين زوجته، فلا يجد أثر لمشكلة يتوجب حلَّها!!
ما لا تراه عينيكَ وتحسبه محض أوهام، هي التفاصيل الصغيرة والتي تحدث كُلَّ يومٍ باستمرار، لكنَّك تتعامل معها بكونها غير جديرة بالاهتمام، فالمرأة تلاحظ التغيُّرات الصغيرة قبل الكبيرة، حتى في نبرة الصوت وعدد التجاعيد التي تظهر على وجهها عندما تبتسم، فماذا لو كانت تعيش برفقة رجلٍ لا يظهر أيَّ اهتمام بشؤون العائلة، أو النقاش والحوار؟!
فهم الأنثى ليس بالشيء الصعب، والهرمونات لا علاقة لها بعدم وجود المشاكل التي لا حلَّ لها، في كُلِّ مرة تشرح الأنثى نفسها بطريقة غير مباشرة، تبوح لك عن تفاصيلها الدقيقة لكن بصورة تحت الظل، لو استطعت تحليل روحها الجميلة المتوارية خلف الجدار الصلب، فقط في تلك اللحظة يصبح بإمكانك رؤية كُلِّ شيء بوضوح كما تفعل هي.
وفي النهاية الحصول على كاتالوج السعادة الزوجية ليس بالأمر الصعب!!
لو أعطيتك فرصة للعيش في مكان يشبه الجنَّة برفقة تعليمات مُحددة ونصائح تدوم معك لفترة طويلة، يصبح بإمكانك التعامل مع كُلِّ الأشياء من حولك والمكان بسلاسة ومُتعة.
لكنَّك تسألني هل يوجد أزرار للتحكم بالسعادة؟!
نعم، يوجد وهذه الأزرار تظهر عندما تُتقن التعامل مع الآخر وفهم روحه وعقله وتقبُّل اختلافه عنك في الآراء والطباع.
أن تعرف ماذا تفعل أو تقول في الوقت الأنسب والمكان المناسب، دون الضغط على الأزرار بشكل عشوائي.
السعادة قرار تأخذه بنفسك وتتقنه مع مرور الأيام لا يمكنك تركُ الأمر للقدر والحياة.