حملتُكِ داخل قلبي من اللحظة الأولى التي وقعَتْ عليكِ عيوني، خبَّأتُكِ داخلي و بنيتُ لكِ حصون منيعة بعيدًا عن شرور العالم وشرور نفسي أيضًا.
لذلك جاهدتُ نفسي بمواراة النَّظر إلى محاسِنكِ أو النُّور القادم من عينيكِ الجميلتين، أمسكتُ روحي عن اشتمام رائحة عِطرك، لكنني لم أمنع نفسي من الاستماع إلى دفء صوتك المُنبِعث مع أولى إشراقات الصباح أو الدُّعاء خلفَكِ حين تُردِّدين أذكار الصباح.
تقولين : " أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ".
فيمهسُ قلبي: " أُعيذُكَ اللهمُّ من كُل جرحٍ يكسرها، لقد أصبحت قلبي كُلُّه".
مشيتُ إليكِ طريقنا معًا، وأنا أذهب إلى المسجد القريب من حيِّنا، أبثُّ إلى الله حُبِّي وشوقي بأن يجمعني بِكِ في أرضه المُقدَّسة وأمام البيت الحرام..
ذرفتُ الدُّموع شوقًا وحُبًَّا وجعلته لوجهه الكريم حتى يرضى، وأنا أجوبُ الطُّرقات بحثًا عن الدَّراويش ليبتهلوا معي فوق أرضه.
وها أنا أقف مُتكِّئًا فوق كتفك، وقد جمعني بِكِ ميثاقٌ غليظ كُتِبَ في السَّماء قبل الأرض، وفوق أطهر بُقاعِ كونه أمام الكعبة المشرفة.
أغمضُ عيني وأنا أهمس لكِ: " سُبحان الذي جعل قلبي يستكينُ إليكِ وأسكنَني بِكِ ".