آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مروة قباني
  5. أصابع زينب

قالت لي الطبيبة المصرية: جميع النساء أمهات حتى و إن لم يَلِدن الأنثى أم بالفطرة، على عكس الرجل الذي لا يصبح أباً حتى يُنجِب.

بهذه الكلمات القليلة أوضحت لي بانعدام الأمل بالإنجاب، وبعد فترة علاج دامت ثلاث سنوات، وإخفاقات مُتكررة في المحاولة.

جلستُ على الكرسي المقابل للمكتب الخاصِّ بالطبيبة استرجع عدد الوصفات العربية والطبية التي تناولتها بكثيرٍ من الحرص، واتباع التعليمات والوصفات بدقة متناهية، في كُلِّ مرة يصلُ حلمي لمنتصفه وينتهي بإجهاض في الشهر الخامس وموت الطفل بخروجه المُبكِّر من أحشائي.

- لكن..لكنني أعتقد بإمكاني تجاوز هذا الفشل مرة أخرى و إعادة المحاولة من جديد أليس كذلك؟!

قلت لها بعينين دامعتين وقلبٌ مُرتجفٌ من شِدَّةِ الخذلان وانقطاع الأمل، كنتُ كغريقٍ يحاول إنقاذ نفسه من أعماق البحار دون جدوى، دون أمل يذكر.

أحنت رأسها بفتور، أعادت تقليب التحاليل والصور، كمن يبحث عن شيء يتعمَّدُ خلقه من اللاوجود، أو ربما كمن يحاول خلق أمل جديد لكن دون فائدة، هزَّت رأسها بأسف شديد، دون النظر إلى داخل عيني قالت لي بشيء من اللين:

- رفقاً بنفسكِ يا عزيزتي تعالي إلي بعد مرور شهر واحد على الأقل ريثما تستعيدين قوتك الجسدية.

أخذت بقايا آلامي و حقيبتي الجلدية وخرجت نحو المنزل، الذي لم أعد أعلم إذا ما كان يتوجب علي القول بأنه منزلي، أم أنه مجرد مكان أعيش داخله كالغريبة.

تحاشيت نظرات أهل زوجي التي كانت تأكلني عند أول ظهور لي عند عتبة باب العمارة، ولجأت إلى الهاتف أصطنع التحدث عبره، كي لا يوقفني أحد ويبدأ بجلسات الاستجواب التي لا نهاية لها، وما إن وصلت إلى باب غرفة النوم، حتى أجهشت بالبكاء مُرتمية بكُلِّي فوق السرير، لم أشعر بنفسي أنهار وأفيض بالخذلان كما فعلت في ذلك اليوم.

لُمتُ نفسي مئات المرات، وضربتُ على رحمي العقيم أكثر من ذلك، لم أحتضن نفسي كما كنت أفعل، وكأنني أحارب نفسي وأقفُ ضدي كما فعل الجميع من حولي.

لم أشعر كم مضى من الوقت وأنا على هذه الحالة، غفوت للمرة الأولى وبعد ثلاث سنوات من أعماق روحي، لكن صوت بكاء الطفلة الصغيرة عاد إلى أذني يجتاح قلبي، بكاء متواصل كنداء لي بالاقتراب، هذه المرة نجحت بالوصول إليها، كانت موجودة في حضَّانة زجاجية ترضعُ أصابع يديها الممتلئتين، وهي تنظر إلي بشيء من الحُبِّ والعطف، تدفقت الحنيَّة إلى صدري، شعرت للوهلة الأولى أنها ابنتي أنا...

زينب جاء همس من خلفي، نظرتُ بفزع شديد لكنني لم أرى أحداً، فتحت عيوني بثقل وتعب وجدتني نائمة فوق السرير وقد انتصف الليل.

سمعت صوت المؤذن يقيم صلاة الفجر وهو يقول حيَّ على الصلاة، فلبَّيتُ النِّداء بقلبٍ مؤمن وصادق وأنا راضية بقضاء الله سبحانه وتعالى.

توضَّأتُ بالماء البارد وغسلتُ وجهي مرات كثيرة، ارتديتُ الحجاب ووقفتُ بين يدي الرَّحمن، وأنا أتلو آياته التي أعادت إلى قلبي السكينة والطمأنينة، شعرتُ بالرضى والسلام ينحفرُ داخل جدران روحي، وأنا أدعوا الله بنفس مُطمئنة أحمده على قضائه وقدره.

حتى أن الأيام مرَّت بسلامٍ وسكينة بل إن زوجي الذي كان يغضب ويحزن كُلَّما ذهبتُ إلى الطبيبة تقبَّلَ الأمر برضا وقناعة وهو يعانقني بدفءٍ يُربِّتُ على كتفي ويحتضن قلبي وهو يهمسُ لي:

- لا تقلقي يا عزيزتي الله قادر على كُلِّ شيء، سننتظر قدوم ابننا أو ابنتنا برضا وقناعة، دون الضجر أو الملل، بل بصبرٍ واحتساب.

كنتُ أعتقد أنني لن أحصُلَ على فتاة تحمل دمي أو حتى ملامح زوجي، وأنَّ الله سيعوضني خيرًا عن الذي فقدته، إلى أن جاء اليوم الذي شعرتُ بحركة خفيفة داخل بطني، شهقتُ من الفرحة والصدمة في آن واحد، كيف يمكن أن يُخلَقُ ويكبر في رحمي جنين ولا أشعرُ به، آنذاك قال لي زوجي بسعادة غامرة:

- سنذهب إلى طبيبة أخرى ترتاحين لها إذا أردت.

- لا سأذهب إليها لأريها معجزة الله و هديته لي.

لم أكُن قادرة على الصبر أو الثبات، كنتُ أطير من الفرحة وأنا أشاهد صورة الجنين وهو يتحرَّكُ في أحشائي.

واليوم أكتبُ كلماتي الأخيرة وأنا أنظر إلى أصابعها الجميلة والصغيرة، ببشرتها البيضاء الصافية وشعرها الأسود، خدودها المُمتلئة والمُستديرة بحمرتها الجذابة.

وضعت قصة ملامستي أصابعها الجميلة ورسمتُ لها مئات اللوحات.

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338990
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196244
3الكاتبمدونة ياسر سلمي184999
4الكاتبمدونة زينب حمدي170728
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133749
6الكاتبمدونة مني امين117540
7الكاتبمدونة سمير حماد 109783
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99700
9الكاتبمدونة مني العقدة96400
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95738

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

2267 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع