أُحِبُّكَ؛ لكنني لن أقتربَ منكَ، هذه أصدق الأفكار التي تروداني، في كُلِّ مرَّةٍ أُشاهد فيها صورَكَ من خلالِ مواقع التواصل الاجتماعي.
ها قد كبرتَ سنةً أُخرى يا شقيق الرُّوح، وليس باليدِ حيلة، فأنا حرَّمتُ عِشقِكَ على فؤادي، كما حرَّمهُ القدرُ لي، وجعل قُربِكَ إحدى المعجزات!
أنا وأنت لا ننتمي لجيلٍ واحدٍ؛ فمِثلُكَ أنتَ تنتمي إلى حُقبَةٍ زمنيَّةٍ إطارها ذهبي مُعتَّق، زمن الرسائل الورقيَّة وساعي البريد، تبادل الكتب ذات الرُّوائح المُميَّزة، واللقاءات التي كانت بطعمِ المغامرات والشقاوة والشباب.
ومثلي أنا أنتمي إلى عالمٍ يركضُ لاهثًا داخلِ عوالمٍ رقمية ليس لها حدود أو أزمنة، عدا عن وجود مكان لأرتاح فيه من جنون الكون وحِدَّته، حيث تُحذَف أجمل الذكريات والأوقات بكبسةِ زرٍّ واحدة!
مثلُكَ أنتَ رجُلًا أربعيني الرُّوح غزى شعرَهُ المشيب فزادهُ جاذبية وتألُّق، يمشي بخطواتٍ ثابتة واثقة، بل شامخة لتُداعِب خلايا جسدي، قلبي، وعقلي معًا؛ لتخترق جميع الحواجز التي بنيتها بيني وبينك بابتسامة بريئة دافئة تَبُثَّها فيَّ.
رجلٌ يقف في مُنتصفِ العمر وقلبي، يخطو ويتحرَّك بدقَّةٍ مُتناهية نحوي؛ لتتجمَّد أوصالي ويتقلَّص كل ما بي فأبدو أمامه طفلةٌ صغيرة بجدائل شعرها الطويلة، ترمقُهُ بعين الدهشة والإعجاب كإحدى الأبطال الخارقين.
رجلٌ يرفعني نحو السَّماء يقطفُ لي النجوم على هيئة أزهار وورود ويناولني القمر هديَّةٍ أضعها حول عنقي، فلا أعلم أهو ضياء القمر، أم أنَّه نور الحُبِّ المُنعكس في عينيه؟!
أُحِبُّك رغم خوفي وخوفك، بالرغم من جميع الحواجز التي بنيناها بيننا، كاتفاقٍ خفيٍّ بعدم ثقتنا وإيماننا بالمعجزات وبأنَّ زمانها قد انتهى منذ عصور طويلة.
وأكتب إليكَ على الرُّغم من مرور الوقت ومعرفتي بأنَّك لن تقرأَ رسائلي إليكَ يومًا، وهذا السبب الذي جعلني أكون شجاعة في الكلمات.
أَتُراكَ تُحبَّني وتقرأ أفكاري؛ فتشاركني الرقصَ على نبضات قلبي المُرتجف، ترسمُ لي لوحةً أنا الحياة والوجود داخلها؟!
أم تُراني أسبحُ بعسل عينيك مُعتَنِقة هلاوس القلب والأمنيات المجنونة والمخادعة؟!
يقولون لو أنَّك ترسم صورة وحُلُمًا لروح فهذا يعني اللقاء، أتُراني أدمنتك قبل أن أصلَ اليكَ يا حبيبي؟!
رُبَّما لا؛ لكن بالتأكيد نعم فأنا لازلت أرسم تفاصيلك ضِحكة عينيكَ بين خلايا جسدي وعقلي حتى أصبحتُ جُزءًا منك يخرج مني ويتأصل في قلبك، داخلك أنتَ!