لا أعلم شيئًا عن شعورٍ اِختلجَ صدري مُنذُ لقائي الأول بِكَ ذات صدفةٍ قدريَّة، شيءٌ ما يدفعني نحوكَ لأَن أنظُرَ إليكَ فأغرقُ داخلِكَ دون أن أكون قادرة على المقاومة أو الرفض.
اجتياحُ طيفِكَ روحي وإعتناقها مُلامسَتِكَ ثناياها بأطراف أصابِعكَ وامتلاكها، قبلكَ كنتُ اعتقد أنني أحرقتها بِكلِّ ما بي من حواسٍ، ومضيتُ في هذه الحياة بقوَّة وخطوات ثابتة.
أنا لم أُحِبُّك لكنني تعثَّرتُ فسقطتُ بِكَ حينما سرحتُ بعينيك اللوزيتين، آنذاكَ لم أدرِ أكان عليَّ الابتعاد أم الاقتراب، للمرة الأولى لا أدري إذا ماكانت شجاعتي بإمكانها إنقاذي لذلك قررت الوقوف في المنتصف.
منتصف كُلِّ شيء أقفُ بروحٍ خائفة على رؤوس أصابعي، أنتظرُ رؤية عينيكَ مرَّة أخرى، مُلامسة أصابع يديكَ بأطراف قلبي، والاستماع إلى أحاديثكَ الكثيرة للتأكد من حقيقة وجودك داخل هذه الحياة وربَّما داخلي أيضًا!!
هل أَحببتُكَ حقًا؟!
تتعثَّر حروفي في كُلِّ لقاءٍ يجمعني بِكَ، لأعود طفلةً صغيرةً تتحدَّثُ بعشوائية عن أيِّ شيء يخطرُ لها لسماع بحَّةِ صوتِكَ التي تعلَّقت بها، للشعور بالتنهيدة التي تخترقُ صدرها، أو لرؤية لمعةِ عينيكَ الثائرتين، فهل تُراني ضعفتُ فعلًا.
نعم، لقد أحببتُكَ لكنني أصبحتُ أخاف الحُبَّ والحياة، من احترق بنيران العشق مرَّة لا يعود إلى الثقة بشعلةٍ يراها أمامه متراقصة بين الظلِّ والشمس.
درويشية أنا لا أملِكُ غيرِكَ وطنًا أخاف لو أنَّك أمسكتَ بي أسكنُ داخلِكَ تُخرجني قسرًا؛ فأعودَ لاجئة بلا وطن. "