إذا كنا ننادي أجيالنا - في هذه المرحلة الصعبة من التاريخ - أن يتسلَّحوا بالقراءة والمعرفة العميقة لعلوم دينهم وتراث إسلامهم الوسطي المستنير؛ حتى لا يقعوا فريسة لتلك الجماعات المشبوهة التي تحوم - بكل وسيلة - لاستقطاب الجاهلين والبسطاء فتغذيهم بأفكارهم المسمومة والفاتكة لشريان الدين والحياة.
وإذا كنا نناديهم أيضًا بأن يتسلحوا بقراءة ومعرفة تاريخهم العربي والإسلامي وأن يتعرفوا على عظمة حضارتهم التي كانت رائدة في كل مجال حتى أسقطتها تدابير الغرب؛ كي لا يكونوا طُـعمًـا لأولئك الصهاينة المجرمين ومَنْ اتبعهم بكل فساد وتشكيك في العالمين.
فإننا أيضًا ننادي شبابنا الواعي - وكل شبابنا واعي لولا أيادي العابثين - ونهيبُ بهم أن يتسلحوا بالثقافة العلمية والمعارف الطبية والغذائية والصحية . . . وكل المعارف التي تَـمُـتُ واقع الحياة في كل صغيرة وكبيرة؛ حتى لا نترك فرصة لأهل الفساد فيؤذينا في صحتنا أو ينخـرُ في قوتنا، العقلية أو البدنية أو النفسية.
وحتى يكون الإنسان العربي والمسلم قويًا في ثقافته مَتينًا في معرفته، فلا يستطيع أحدٌ أن يهزأ به أو أن يحتال عليه، فهذا العصر الذي نحياه هو عصر المعلومات والمعرفة، ولسوف يؤكل كُلُّ جاهل ويذوب كُلُّ أمي ويُهضم حقه في ظل هذه الثورة من المعلومات.
وأعتقد أن الوسيلة لذلك لم تعد صعبة في ظل هذه الثورة الإلكترونية، فكل صغير وكبير أصبح معه الآن هاتف يستطيع من خلاله تصفح كل المواقع والصفحات.
ماذا لو غَـيَّـرنا وِجهَـتنا على (الإنترنت) من المواقع والصفحات الهابطة إلى متابعة المواقع والصفحات التي تهتم بنشر العلوم والمعارف والثقافة العلمية بطريقة مبسطة وسهلة ويسيرة.
لو فعلنا هذا سيكون لدينا محصلة كبيرة من المعرفة الطبية والكيميائية والفلكية والاقتصادية . . . وما خرجنا بهذه الصورة الهزيلة المُخزية أمام العالم المتحضر.
هذه دعوة للثقافة والمعرفة أبعثها من قلبي إلى كل أصدقائي وأقراني وأبناء وطني وديني، أن ينفع بعضنا بعضًا، وألا يدخر أيُّ مَنْ عنده معلومة صحيحة في الطب أو الجيولوجيا أو الفيزياء أو الكيمياء أن ينشرها ويعلمها لغيره، فزكاة العلم نشره، ولعل الله يرفع عنا غطاء الجهل والتفاهة فهو على كل شيء قدير.