لا شك أنَّ الشمس كانت وما زالت هي سر من أسرار الحياة على ظهر الأرض، فلولا الشمس ما خرج النبات وما عاش الإنسان، ولولا الشمس لازدحمت الأرض بالميكروبات والديدان والكائنات الدقيقة القاتلة، وتعفنت الأجساد... فالشمس هي سر الحياة لكل الأحياء، بضوئها وحرارتها.
ولطالما تسائل الناس منذ العصور الأولى عن مصدر حرارة الشمس وضوئها، فقال قائلهم: بأن هذه الحرارة ناتجة عن احتراق الفحم في جوف الشمس، وقال الآخر: بل من احتراق النفط داخل الشمس... إلى آخر هذه الأقوال والفلسفات التي دحضها العلم الحديث وأبطلها إلى غير رجعة، حين اكتشف العلماء أنَّ هذه الحرارة ناتجة عن تفاعلات كيميائية داخل الشمس!!.
لقد تبيَّن لدى العلم الحديث - وهو الآن في قمة من قممه - أنَّ الشمس عبارة عن فرن كبير تحدث فيه تفاعلات كيميائية بين نويات الديوتيرون (H-2) وبعضها فيما يسمى بـ «تفاعل الاندماج النووي» لتكوين نواة الهيليوم (He-3)، وأن هذا التفاعل يطرد ويُنتج كمية كبيرة من الطاقة تقدر بمليون إلكترون ڤولت، وتتم هذه التفاعلات عند درجة حرارة 10 مليون درجة كلفينية مطلقة... وهذه هي فكرة القنبلة الهيدروجينة المدمرة !!.
والكلام في ذلك يطول، لكن يمكن تلخيص ذلك في النقاط الآتية:
1- الشمس عبارة عن فرن ضخم درجة حرارته تتعدى العشرة مليون كلفن !!.
2- الشمس تُصدر وتُطلق من جوفها كميات هائلة من الطاقة تزيد عن مليون إلكترون ڤولت !!. يعني ما يصل إلينا من حرها وحرارتها ما هو إلا هبابة فقط !!.
3- تحرق الشمس نحو 600 مليون طن من الهيدروجين في الثانية !!.
4- هذه الاندماجات النووية تحدث في نواة الشمس بمعدل مليارات المرات في الثانية الواحدة، وهو ما يحتاج لسنوات لتحقيقه على أرض الواقع مع ميزانيات ضخمة من الدولارات !!.
4- الشمس تعيش على التفاعلات النووية بين نويات الهيدروجين لتكوين الهيليوم، إلى ما شاء الله لهذا الهيدروجين أن ينفذ، فعندئذ تنطفئ الشمس (قيام الساعة).
5- فكرة القنبلة الهيدروجينية منبثقة من فكرة الاندماج النووي في الشمس !!.
وهكذا يتبين لنا أنه إذا كانت دول العالم العظمى الظالمة تهدد بعضها بعضا بالقنابل النووية والهيدروجينية؛ فإن الله بيده أن يحرق ويدمر الكون بالشمس في لحظة عين، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.