ذات شتاء أرادتْ فتاة أنْ تقوم بعملِ المحشي، فاختارتْ أيسرهُ لضيقِ الوقت، وقعَ اختيارها على الباذنجان البلدي الأسود، والفُلفل الرومي مُتوسط الحجم، أعدَّتْ عُدّتها من بصلٍ وطماطم، وخُضرة وتوابل، وأرز وبعض الزُبد والقليل من الزيت، ثُمَّ تسلّحتْ بالمقوار ذا الجِدّ البعيد عن الهزار، وغاصتْ في أعماقِ الباذنجان؛ لتنبهر بباطنهِ المُخالف لظاهره، فرغم أنَّ ظاهرهُ أسود إلَّا أنَّ باطنهُ أبيض، يمتاز بالليونة.
أخذتْ تحفظ ما تُخرجهُ من باطنٍ الباذنجان لتستخدمهُ في إعدادِ طبقٍ رائع؛ بخلطهِ مع بعض الأرز، وإضافة ثلاث حبّات من الطماطم المُقطعة قِطعًا صغيرة جدًا، وبعدها تضيف بعض المَلح وملعقة صغيرة من مسحوق الفلفل الأسود، ولم تنسَ وضع الزُبدة، ثُمَّ غطّتْ الإناء وتركتهُ ينضج على نارٍ هادئة.
مرَّ وقتٌ يسير وقد انتهتْ الفتاة من عملِ المحشي، وعمّتْ رائحتهُ الشهيّة أرجاء البيت، أخذتْ تغرفهُ بحُبٍّ داعيةً ربَّها أنْ يُديمَ عليها نِعَمهِ ويحفظها من الزوال.
الحياة بسيطة بتحلى بالسعادة.