أمسكتُ كتابي الذي حانَ دورهُ في القراءة لهذا اليوم، جلستُ أمامَ الطاولة بمُحاذاةِ النافذة، بعدَ أنْ صنعتُ كوبًا من مشروبِ الكاكاو الساخن الذي أُفضّل، ثُمَّ بدأتُ بتصفُّحِ صفحاته.
لحظاتٍ ووجدتني سافرتُ بخيالي بعيدًا، حتّى أنَّ الكتابَ قد سقطَ سهوًا منّي، إنتبهتُ فأمسكتُ كتابي وتناولتُ مشروبي المُفضّل، وتابعتُ القراءة.
بعد أنْ أنهيت القراءة أخذتُ أسطر بدفتري الثّمرة التي جَنيتها من دَوحةِ المعرفة، ثُمَّ وضعتُ القلمَ جانبًا لأتعمّق بالنظرِ إلى ما كتبت، حتّى خُيِّلَ إليَّ أنَّ الكلماتَ قد تحوّلتْ لقصاصاتٍ ورقيّة على هيئةِ فراشاتٍ بيضاء، وأخذتْ تُحلّقُ حولي حاملةً بعض حلمي على أطرافِ أجنحتها الرقيقة.