في البرنامج الانتخابي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة في دورته الأخيرة (الانتخابات الرئاسية 2024) استهدف البرنامج إلى التركيز على بناء الإنسان المصري بشكل شامل، واعتبر الثقافة جزءًا أساسيًا من هذا البناء. ولخص محاور الثقافة في البرنامج الانتخابي والرؤية العامة للدولة في هذا المجال في النقاط التالية:
1- بناء الإنسان المصري وتعزيز الهوية الوطنية:
• تعتبر الثقافة ركيزة أساسية في بناء الإنسان المصري وتعزيز هويته الوطنية الوسطية المعتدلة، ومواجهة أي أفكار متطرفة.
• يهدف البرنامج إلى خلق أجيال تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والأخلاق والمبادئ، بالتعاون مع مؤسسات الأزهر والكنيسة والأوقاف.
2- تعزيز دور المؤسسات الثقافية والعدالة الثقافية:
• تفعيل دور المؤسسات الثقافية مثل قصور الثقافة، المسرح، والسينما، ودار الأوبرا المصرية.
• تقديم عروض مسرحية وموسيقية متنوعة في مختلف المحافظات لتحقيق العدالة الثقافية وتوسيع نطاق الوصول للجمهور.
• تطوير وإحلال وتجديد المنشآت الثقافية القائمة، وإدراج منشآت جديدة ضمن الخدمة الثقافية.
3- تنمية الموهوبين والمبدعين:
• دعم ورعاية المواهب الشابة والنابغين في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
• خلق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
4- . حماية وتعزيز التراث الثقافي:
• الحفاظ على التراث الثقافي المصري من خلال تطوير المواقع الأثرية، وإنشاء المتاحف في مختلف المحافظات.
• توثيق المنجزات الثقافية وتكريم القامات الوطنية لتعزيز حضور الرموز الثقافية في الوعي العام.
5- تنمية الصناعات الثقافية:
• دعم وتطوير الصناعات الثقافية، لما لها من دور في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل.
• الريادة الثقافية (قوة مصر الناعمة ( تعزيز مكانة مصر الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتجسيد دورها الرائد في دعم الحوار الحضاري والتعايش الإنساني.
6- محاور المبادرات الرئاسية:
• تتكامل هذه الأهداف مع مبادرات رئاسية مثل مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والتي ترتكز على محاور أساسية من بينها الثقافة، إلى جانب التعليم والصحة والرياضة والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.
بشكل عام، تعكس الرؤية الثقافية في البرنامج الانتخابي الأخير للرئيس السيسي اهتمامًا ببناء جيل جديد يتمتع بوعي ثقافي عميق، ويساهم في الحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة، مع الانفتاح على الإبداع والابتكار والتواصل مع الثقافات الأخرى فهل يا تري التزمت الحكومة ووزراؤها المختلفون بهذا البرنامج وعملوا علي تنفيذه أو علي الأقل وضع الخطط العلمية لتحقيق أهدافه علي كافة الأصعدة ؟!!!
الملاحظ العكس فكثير من قصور الثقافة في كثير من المحافظات وفي كثير من المدن متعثرة أو متوقفة تماما عن القيام بدورها وفي إطارها تهدر ميزانيات طائلة سنويا في برامج محدودة القيمة ومحدودة العائد الجماهيري بما يتفق مع البرنامج الرئاسي بل لا أبالغ لو قلت أن الحكومة تعمل في عكس الاتجاه ووفق سياسات عشوائية غير مخططة بعيدا تماما عما استهدفه الرئيس في برنامجه الانتخابي
فبينما تم علاج مشاكل تآكل العمالة والكوادر بسبب ضغوط صندوق النقد في كثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية نجد العكس تماما في قصور الثقافة فكل من خرج للمعاش أو استقال أو توفاه الله لم يتم تعويضه بأي شكل وهذا الانصياع لسياسة صندوق النقد الدولي بوقف التعيينات فيه أهدار كامل لكل مقدرات الدولة ومؤسساتها خاصة في قصور الثقافة وأمام الجميع تجربة هيئة البريد في تعويض نقص العمالة عن طريق انشاء شركات تابعة تتعاقد مع شباب الخريجين من خلال مسابقات ساهمت في سد جزء كبير من عجز العمالة مع وضع خطط لتدريب العاملين الجديد علي القيام بمهامهم الوظيفية بشكل متقدم .
ويكفي هنا أن أضرب مثالا حيا واحدا قصر ثقافة دمياط المغلق منذ أكثر من 15 عاما والذى وضعت خطة لتطويره وبدئ في تنفيذها منذ أكثر من ستة أعوام ثم خرجت الأمور عن السيطرة باستحداث الكثير من الأعمال التي لم تكن مدرجة في تلك الخطة بشكل عشوائي ثم عجزت الوزارة عن تمويل المشروع وتم وقفه إلي ميسرة ، فهل تم محاسبة واضعوا الخطة وبرنامج التطوير ؟ وهل تم محاسبة من استحدث وأضاف أعمالا لم تكن مدرجة في تلك الخطة ؟ طبعا لا ولكن ما تم الآن هو توقف المشروع وترك المبني بعد كل ما تم فيه من أعمال لعوامل التعرية من مطر وشمس ورياح لتجهز علي ما تبقي من المبني ويتم إهدار أكثر من 150 مليون جنيه تم إنفاقها فيما لا عائد من ورائه