فى منتصف الليل....والبعضُ نِيام والمُعظم مُستيقظين ومُمسكين بهواتفِهم الخلوية..منهم من يتحدث مع نفسِه ومنهم من يتحدث مع شخصٍ ما...أكتُبُ هذه الرسالة..رسالةٌ ما ولايفرق التوقيت ولايهُم أحد هذا الأمر...لم يفلح ذلك...لم أعد أطيقُ التحمل أو بالأحرى لم أعد استطيع...كُلُ شئٍ يضغط على قلبى...أصبحت كل الأمورِ التافه منها والبسيطة تخنق أنفاسى..أصبحت الأمور أكثر صعوبة وتعقيد...أصبح كلُ شئٍ حولى مُلوناً باللون الأسود القاتم..لون الموت...أصبحتُ أرى البشر أرواحاً هائمة من عالم الموتى..أصبحتُ على حافة الهاوية...كل شئ يقوُدُنى نحو الجنون..صِرتُ أكره جميع الحواس وخاصةً حاسة السمع تلك الحاسة التى تجعلنى أسمع ذلك الضجيج المزعج والمؤلم والمُخيف..صِرتُ أسمع أصوات الموتى أيضاً يدعُوننى للقدومِ إليهم...أظن بأنه حان الوقتُ لذلك...أنا الآن...أُحلقُ نحو الأسفل كما تُحلق هذه الطائرة الورقية التى قمتُ بإعدادِها كرسالة إنتحارٍ لى...حيثُ سقطت آخر قطرة ثلج هُنا ولَوَحَ لنا فصلُ الشتاءِ مُودِعاً....إمضاء مُنتَحِره......