هذه الخطوطُ فى وجهى ليست تجاعيد...إنما هى بفعل عوامل التجوية التى عَرَت وجهى واسقطت ذلك الوجه الشاب الصغير المليئ بالحياة والحب...وأطفأت لمعة عيناى وتركتها حزينة...كل خط من هذه الخطوط يشرحُ ذكرى قد عشتها فى حياتى يوماً، تلك الجروح التى غطاها الزمن كانت من طفولتى عندما كنتُ العب فى حديقة منزلنا...تلك الخدوش والندوب فى يدى من شبابى حينما قررتُ الدخول لأولِ مرة المطبخ واختراع أكلات مجنونة وكانت دائماً ماتبوء هذه المحاولات بالفشل...هذا الحرق عندما قالت لى أمى أن انتبه لما يُطبخ على النار وعندما رَفعتُ غطاء الإناء لأتأكد من انها كاملة الطهى ،نَسيتُ تماماً أن أُمسك ذلك الغطاء بقطعة من القماش واحترقت...تلك الكدمات فى جسدى عندما سقطت عن الدرج....تلك الخطوط فى وجهى اسمعُها تستغيث من وجهى..الذى يلفظها..وكيف لايفعل وهو مصدومٌ من تلك الأشياء الغريبه عليه هو لم يعتد على ذلك الوجه فى المرآة...اسمَعُ صوتُ رأسى تنعتُ شعرى الأبيض بالسارق...وتُطالبه بأن يُرجع شعرى الأسود لِما كان عليه.....عَينى دائماً تضرِبُ رأسى بصُداعٍ مستمر....لايُعجبها كل شئ تراهُ الآن ..هذه امرأة أخرى غير التى اعتادت عليها...يداى اصبحتا مُنكمشتين ليس فقط فى فصل الشتاء ولكن فى جميع الفصول...اصبح جسدى هزيل يُعانى من كل أشكال وأنواع المرض...ولايقوى على مُجابهتِها...اصبحتُ كل يوم انظر من الشباك فى وجوه المارة لعلِ أرى صورتى فى وجوهِهم...ولكنى لاأرى وجهى ولاأرانى اتقبل هذه المرأة العجوز....أيُها الزمن اللص فلتُعد لى شبابى الذى سرقته...لم يتسن لى أن اعيشه كما يجب لقد مر فى طرفةِ عين....لقد حَزِنتُ على أشياءٍ لم يجب أن احزن عليها...لقد جعلتُ جميع الأشياء الصغيرة تُؤثر فى نَفسى،والآن أدفعُ الثمن.