أولُ أمس ذَهبتُ لِطبيبِ العظام أشتكي من آلامٍ حادة في فقراتي....وخشونة في مفاصلي وطقطقة مُستمرة في جميع أطرافي العُلوية والسُفلية....وعندما أخبرتُ الطبيب بالأعراض....قال لي سأُكمل لكِ باقي الأعراض فهم خمسة وليس هذا فقط....وأسترسل مُكمِلاً....تَشعُرين أيضاً بصُداعٍ دائم في رأسك يهبط حتى عينيكِ....وآلامٍ في الرقبة والكتف....وضيقٍ دائم في التنفُس....ووخزات مُفاجئة في جانبيكِ....وآلامٍ في منطقة الرَحِم.....وتساقُطٌ مُستمر وغزير للشَعر.....نظرتُ إليهِ حينها في دهشة....وأنا أقولُ لَهُ نعم يحدث معي كل ذلك وأشعر بِه....فرأيتُه يبتسم بخُبث....ثم قام بالكتابة في الروشتة....وهو يقرأ مايكتُبه بصوتٍ مرتفع....تُحَوَل إلى مُستشفى.....وهنا نظرتُ إليه بدهشة وخوف مُحدثةٌ إياه بتردد....مُستشفى!!!...إن الأمر جاد لِهذه الدرجة....فلم يُجيبني ثم أكمل مايكتبه قائلاً.....مُستشفى العباسية...عنبر المجانين....فنظرتُ إليه بدهشة....فأردف قائلاً.....من يقول لَكِ أنكِ تُعانين من خشونة أو هشاشة أو روماتيد....أو غيرُه....فقولي لَهُ أنهُ لا يفقه شيء....أنتِ لا تُعانين من أي مشاكل في العظام ياكنوز....فنظرتُ إليه مُستفهمة....ثم سألته.....ماالمشكلة إذاً......ليُجيبني....أنتِ تُعانين من توتُر عصبي حاد.....لا تكوني بهذه الحساسية...ولا تحملين كُل شيء على عاتقك....وكُوني باردة..فمازلتِ صغيرة على كُلِ ذلك...خرجتُ من عندهُ....أضحك.....كُل ذلك بسبب الضغط النفسي العصبي فقط.....ثم تذكرت جملتُه....كُوني باردة......فضحكت بأسى وحُزن كم سهلٌ أن يُقال هذا الأمر بتلك البساطة....ليتني كُنتُ أستطيع أن أشتري راحة البال وعدم التفكير والهدوء والسلام النفسي والسكينة.....ليتني كُنتُ باردةَ المشاعر....ليتني...