كانت تجلس تحت شجرةٍ ما تقومُ ببناءِ البيوتِ بالتراب فالطالما كانت هذه ألعابها الخاصة التى لاتمتلك غيرها...لم تملك يوماً تلك الدُمى التى ترتدى الفساتين المُزينة...لطالما تَمنت أن تمتلك هذه الألعاب كأقرانها فى هذه المرحلة العُمرية...أن تذهب إلى المدرسة وتتعلم مثلَهم...ولكنَ لأبيها وأُمِها رأياً آخر...أعتادت أن تختلى بنفسِها فى هذا الحقل وراء تلك الشجرة العتيقة بعيداً عن أعين أمها لتتمكن من اللعب بحرية...فهى لاتفهم لماذا أمها اصبحت تمنعها من اللعب وتُوبخها إن رأَتهَا تمسك التراب..لم تفعل ذلك من قبل لطالما كانت تتركها لتلعب ولكنَ شيئاً ماتغير...فهى صارت تُخبرها كثيراً مؤخراً بأنها اصبحت عروسةٌ كبيرة ...هى لم تفهم ماذا تعنى أمها بذلك وكيف اصبحت كبيرة وهى لم تتم حتى تسع سنوات...ولكن يبدو أن هذه الطفلة أجفلت حقيقة أين نشأت...فهى تعيش فى أحد قُرى الصعيد حيثُ تكمن تلك العادات العقيمة والرجعية والمتخلفة التى لاتنُم على شئ سوى جهل أصحابِها ومن يُطبِقوها.....فى صباح يومٍ ما تبدو بهِ الشمس حزينة وكأنها تُودِعُ أحدُهم وتبكى لفراقه لذلك لاترغب بالظهور فجعلت السماء ملبدة بالغيوم....كانت تلهو وتضحك من الفرحة بعد أن أرتدت ذلك الفستان أبيض اللون الذى أحضرتهُ لها أمها وقامت بتزينِها كالعرائس تماماً...فلقد قالت لها أمها انها ستذهب مع أحدهم بالسيارة لبيتٍ ما وستجد هناك غرفة واسِعة مليئة بالألعاب التى لطالما حَلُمت بإمتلاكها...وأن هذه هدية من والدتِها...وعندما وصلت توجهت لهذه الغرفة ولكن عندما فتحت الباب لم تجد الألعاب التى حدثتها عنها أمها..لم تجد سوى رَجُلٍ عجوز يكبُر والدِها.....لم تعلم حينها بأن طُفولتِها قد قُتِلت فى مهدِها.....وأنها ستصرخ مستقبلاً مازلِتُ طفلة ياأمى.......