إلى أى إرتفاع يُمكن لشخصٍ فى القاع أن يصل؟!!...قيلت لى هذه الجملة كثيراً منذ بدأت العمل فى هذه الشركة الكبيرة للتجارة...فكيف لفتاةٍ نشأت فى أسرة فقيرة وتخرجت من الجامعة بدون مجهود وبدون واسطة وتعينت بكفأتها فقط...كيف لهذا أن يحدث؟!!! أيُعقل هذا فى مثل زماننا...مُنذُ كنت صغيرة وتربت عندى عقدة النقص....تجاه الكثير من الأشياء ليس ذنبى..ولكننى حُرِمتُ العديد من الأشياء...ولذلك قررتُ حينما أكبر ألا أحرم نفسى أى شئ مايخطر على بالى سوف اشتريه....حتى وإن كانت تلك الأشياء باهظة الثمن ومرتبى الضئيل لايكفى لشراء إحداها...ولكننى سأحصل عليها بنفس الشكل والهيئة ولكن بسعرٍ أقل....ومن حينها وأن أرتدى جميع الأحذية ذات الكعب العالى والحقائب والملابس التى تبدو باهظة الثمن ولكنها مُقلدة....تكفى نظرة واحدة ممن هم من الطبقة المخملية أن يرى أنها مُقلدة لأنهم يشترون الأصلية بالطبع...لم أَسلم من ألسنتهم أبداً لطالما نعتونى بالحقيرة...والذليلة... والدونية...والشحاذة... والمتسولة...ولكن هذه الألقاب لم تلفت انتباهى بقدر..لقب مهووسة المال والثراء!!!...وماالعيبُ فى ذلك؟!!...نعم أنا شخص لاأُقدس شيئاً فى العالم أكثر من المال...من نشأ فى مثل قصورهم وتربى مثلما تربوا...وحصل على أفضل المعلمين فى منزله لن يعرف ماذا يعنى المال لمن هم أمثالى...فمنذُ نشأنا ونحنُ تتراكم علينا الديون...وتأتينا دائماً صاحبة المنزل لتطرق المنزل على رأسنا..مُحدثةٌ لنا فضيحة فى الزقاق الذى نعيش فيه...لقد تأخرتم فى دفع الإيجار...لقد ذهبت أختى بنفس الزى المدرسى للسنة الثالثة على التوالى والذى كان مِلكٌ لإبنة جيراننا..فلقد ضاق عليها فأصبح لأختى..لقد قُطِعت عنا الكهرباء ولايوجد معنا مال لدفعها...لقد تشقق سقف المنزل من كثرة تسريب الماء من الشقة التى بالأعلى ولايجوز أن نشتكى لأن صاحبة الشقة هى المرأة التى تُحدِث لنا فضيحة يومياً طلباً للإيجار...بعد ذلك كله لايُريدون منى أن أهتم لأمر المال...لطالما مَقتُ المال لأن لاشئ يحدث فى العالم دونه...علمت أيضاً أن المال يشترى السعادة ومن يقول عكس ذلك كاذب...مادام معنا المال سننام وبالنا مطمئن لن استيقظ وسط النوم لأفكر من أين سآتى بالمال لكذا وكذا....هم فقط لايعلمون بأن كلٌ منا نشأ فى عالمين مخلفين وحسب.......