أعتادت رؤية العالم بقلبها دائماً....الأبيضُ بالنسبة لها يُشبه حنان أُمها وهى تُحضِر الخُبز الشهى ذو الرائحة العَطِرة التى تُشبه دفء المنزل....الأخضرُ بالنسبةِ لها يُشبه غناء العصافير على الأشجار فى فناءِ منزلَهم....الأسود بالنسبةِ لها يُشبه ملمس الطين الذى يتجمع ويُشكل الفرن البلدى الذى أعتادت جدتها الخَبز فيه....الأصفر بالنسبة لها يعنى الصيف بحرارةِ شمسِهِ وضوئها الساطع....البنى بالنسبةِ لها يُشبه طعمُ القهوة الذائبُ بداخلها قطعةٌ من الشوكولاتة فتكتمل أجمل صورة لبُندُقيةُ العينين.....الأزرق بالنسبةِ لها يُشبه الليل بنسيمُهُ العليل والبحر بسحرَه الخاطف وإنعكاس السماء على صفحة ماءِه كما وصفتهُ أُمها لها....الرمادى لاتعرف عنه شئ سوى أنه مزيج من الابيض والأسود....أما الأحمر فتراهُ يُشبه الحب فى قوة لونه هكذا هى تراه ولكنها لاتشعر أنه يُشبه لون الدماء كما أخبرتها أمها....هى دائماً ترى الألوان من نبض مشاعرها ولاتراها كما يراها البشر المُبصرون مُثلنا....فهى لاترى بعينها مُنذُ أن كانت صغيرة ولكنها تُبصر الأشياء بقلبها الذى لم يكذب عليها فى شئٍ من قبل.......