أتدرى ماهو شعور التنفس حد الإختناق؟!!...أتعرف ماهو شعور التكلم حتى أبتلاعك الكلمات؟!!..لاتدرى صحيح؟!!..ولا هم يدرون!!..كنتُ حينها طفلة صغيرة لاتعى أى شئ،كانت تظنُ أن الجميع لُطفاء وأشخاصاً طيبين...تلك الساذجة لم تعلم بأن الجميع سيئون عداها..وحينما نضجت قليلاً وأصبحت فتاةً فى سنِ المراهقة..أتضحت الرُؤى أكثر ولكن تلك الغبية أصرت على تجاهلها وتكذيبى..لطالما قلتُ لها بأن هذا العالم سئ وبأن الأشرار ينتظرون بالخارج حتى يصطادون الفريسة وهى لم تُصدقنى..لم تُرِد أن تعش الواقع،ظلت فى هذا العالم الملئ بالألوان خاصتِها حتى لاترى ماذا يحدث فى الواقع..لطالما وددتُ التخلص منها لكى استطيع التعايُش مع هؤلاء الوحوش البرية التى تقبع فى كل مكان فى هذا العالم البغيض..لطالما نصحتَها بالتحلى بالشجاعة أمام الغرباء حتى لايقوموا بإيذائها..أطلبتُ الكثير؟!!..لقد طلبتُ منها فقط أن تتظاهر بالشجاعة..ولكنها لم تفعل هذا أيضاً حتى ذلك اليوم الذى حدث فيه ماحدث..كنتُ حينها أسيرُ بمفردى فى الطريق بعد أن أنتهيتُ من عملى وأغلقتُ عيادتى وظهر فجأة أمامى ذئبان بشريان وكان يبدو عليهما السُكر وقاموا بتكبيلى وسحبى نحو شارعٍ جانبى..قاومتُ كثيراً حينها حتى استطيع الهرب ولكن تلك الغبية بدلاً من مساعدتى ،قامت بالبكاء وظلت تترجاهما حتى يُطلقوا سراحها وهذا لم يزدهم سوى إصراراً على تكملةِ ماسيفعلوه؛لأنهم يشعرون بالنصر حينما تُبدى المرأة ضعفها أمامهم..لطالما قلتُ لها هذا الشئ ولكنها لم تستمع..كان كل شئ سينتهى ذلك اليوم ولكن الله ساعدنى وظهر تاكسى يضع سارينه صوتها كصوت سيارة الشرطة فخافا وهربا..عدتُ حينها إلى المنزل لاأدرى كيف ولكننى منذُ ذلك اليوم قررتُ التخلص منها..نعم لقد قمتُ بقتلها...لم يكن أمامى حلٌ آخر..قُل لها أن تعود....أنا لم أكرهها يوماً..أنا لم أكرهها..أنا فقط كَرِهتُ ضعفها...لذلك أرجوك أن تطلب منها العودة...نعم سأطلبُ منها ذلك....هل نامت يادكتور...نعم لقد بدأ مفعول المُهدأ...مُنذُ متى وهى هنا؟!!..منذُ شهر...ومن أخبر عنها؟!!...لقد أتصل بنا جيرانها فى العمارة وقالوا بأن هناك امرأة مجنونة تُحدث نفسها دائماً وتُنادى على فتاةٍ ما وتطلب منها العودة وتقولُ لها لم أقصد أن أقتلك وقالوا انهم يشعرون بالإزعاج منها ولا يعرفون النوم...هل تعرفين سيرتها الذاتية؟!!..نعم اسمها حياة وماأدهشنى أنها طبيبة نفسية!!!حسناً شكراً لكِ يُمكنُكِ الذهاب إلى عملك...سأنتظر هُنا حتى تستيقظ.....حيااااة ياله من اسمٍ رائع كصاحبتِه.....أعلم أنكِ لستِ مجنونة كما يظنون وأعلم أيضاً أن من قتلتِها فى ذلك اليوم هى نفسك النسخة الضعيفة والطيبة والساذجة منكِ....أعِدُكِ أننى سأُصلح كل شئ وستعودين كما كنتِ....بخير....