عندما تَنفردُ بِكَ الوحدة،فتُصبح كُل يومٍ تستمع لأزيزِ صوتِكَ الداخلى يغلى فى صمتٍ مُجحف،وصَرير الأوجاع يأنُ داخلك..وهدير تلك السيولُ على خديكَ تُقسِمُ بالألم...وموجُ أفكارِكَ يجرى ثائراً...لِتُجيبُهُ نَبضاتُ قلبِكَ بإضطرابٍ كالناقوس..والليلُ يَحتضِنُكَ مُجدداً بين ذراعيهِ كُلَ ليلةٍ لتعلم أنه لامفر...صوتُ الأشباح على بابِ غُرفَتِكَ المُغلقُ دائماً..ينتظرون إذناً منكَ للإقتحام والفتكِ بِك..نَعِيق الغربان على نافذةِ غُرفتك دائماً..وكأنهم يَشمون رَائحة مَيتٍ فى الداخل..سَريركَ الذى كَرِهَ نومكَ الكثير فَوقه..تَعمَدَ أن يُسبب لكَ شللاً فى عَمودِكَ الفقرى لكى تترُكهُ يرتاح قليلاً من ثُقلِك..وِسادتكَ أيضاً تآمرت معهُ وتسَبَبَت لكَ بألمٍ فى الأُذُن وضربات مستمرة بالمطارِق أعلى رأسِكَ وجانبيه فيما يُعرف بالصداع الكُلى...حتى كُتُبَك ملجأك الوحيد اصبحت تُشعِركَ بالملل وتُؤكد لك كم أنتَ وحيد بلا أحد... قَهوتَكَ الباردة سَئِمت من شُربِكَ لها كُل يوم فاصبحت تُصيبُكَ بالأرق...أقراصُكَ المُنَوِمَة تُعانِد عينيك وتُكبِلهُما لكى لايسدِلوا سِتارهم ويستسلموا للنومِ حتى لا ترى نفسك السلام ولو لثانية ...فكم أنتَ بَأِس...كم أنتَ عَديمِ الفائدة...كم أنتَ......لاشئ..أنت لاشئ...جميع من فى العالم لايَهمُهم وجودك حتى فلماذا تعيش؟!! لماذا مازِلتَ حياً؟!!...لماذا لم تَمُت؟!!...نعم...هذا هو الحل كيف لم أُفكر فى ذلك منذُ البداية...إذا مُت سينتهى كل شئ..ستنتهى مُعاناتى..ستنتهى وحدتى...سيعيشُ من حولى بسلام لم يشغَلهم وجودى لكى يشغلهم مَوتى...عند الموت سأتحررُ من آلامى....فقط عند الموت..........