أُشاهد بندول الساعة وهو يتأرجح يُمنى ويُسرى أُحاول أن أُجارى سُرعته...يضرب رأسى صوت حركته المُوضعية تيك توك...تيك توك...تيك..توك....يكادُ رأسى ينفجر من إثر هذا الصوت...أشعر الآن بأهدابى تنسدل كالستار من ثُقل ما تحمله من نومٍ إجبارى....اسمعُ صوتاً ينُادينى من بعيد أين أنتى الآن؟!!!...أين أنا؟!!..لقد عُدتُ لذلك المكان المخيف الذى بدأ بهِ كل شئ...قبو منزلنا القديم...ماذا ترى هناك؟!!..لاأرى شيئاً سوى الظلام.....لااااا لاااا أنه قادم أنه قادم....يجب أن أختبأ...من القادم؟!! ولماذا ستختبأين؟!!...سيقتُلُنى إن رأنى سيقتُلنى...أنه وحش...ماذا يحدثُ الآن؟!!...أين أنتِ؟!!...أنا أختبأ فى الخزانة القديمة فى ذلك القبو وأُراقب مايحدث من فتحة صغيرة....هل ترين وجه ذلك الشخص؟!!...لاااا أنه يرتدى معطفً أسود للمطر ويضع قبعة سوداء تخفى وجهه...هل ترين ماذا يفعل؟!!....أنه...أنه يقترب منها...مازالت هُناك...مازالت هُناك...ستموتين..أهربى من هنا أهربى من هنا...لاااااا....من تكون تلك المرأة؟!!....أنها...أنها أمى...أمى....على أن أنقذها هذه المرة لن اسمح له بأن يقتلها سأقضى عليه.....ماذا تنوى أن تفعلى الآن؟!!! لقد فتحتُ الخزانة وخرجتُ منها انتباهه قد تشتت الآن عن أمى....أنه يلُفُ وجهه تجاهى سأرى وجهه....سأرى وجه هذا القاتل هذه المرة...وسأنتقمُ منه.....لاااااااااا....لاااااااا هذا ليس حقيقى...ليس حقيقى....أنت شيطاااان شيطان...فلتبتعد عنى...أتركنى هذا ليس حقيقى لاااااا....ياأميي.....روز...روز استيقظى ياروز هذا ليس حقيقى هذا لا يحدث فى الحقيقة....هااا....هااا...على مهلٍ فلتتنفسى ببطئ...ولتحكى لى ماذا حدث؟!! وهل تمكنتى من رؤية وجه هذا الشخص أم لا.....ن...نعم..لقد رأيته...رأيته..بوضوح هذه المرة....هذا القاتل...الشيطان...أنه...أنه...أبى....أبى من قتل أمى....منذُ ذلك اليوم...أدركت كيف تدهورت حالتى النفسية وتشوهت أفكارى...وصرتُ أحلُمُ كل يومٍ بذلك القبو ولكننى لم أتبين وجه ذلك الشخص فى كل مرة..وحاولت العديد والعديد من المرات مع طبيبى النفسى حتى رأيته وعادت ذاكرتى المفقودة من إثر صدمة ذلك اليوم...ولو عاد بى الزمن للوراء كنتُ أتمنى ألا أتذكر...ولكننى أدركتُ حقيقة أن بعضُ الأُسر كالجحيم لأولادِهم.