بعد أن كُنَا نُمثِلُ العالم بالنسبة لبعضنا..قولوا لى بربِكم..كيف حدث هذا؟!! لقد أمضينا طفولتنا ومراهقتنا سوياً فكيف اصبحنا الآن كالأغراب؟!! لقد كُنَا نضحكُ ونتسامر ونلعب حتى طلوع الشمس ونُثرثرُ ونثرثرُ حتى يضيعُ الوقتُ معنا..فكيف صرنا الآن نبدأ كلامُنا بكيف الحال ونُنهيهِ بأن الأحوالُ بخير؟!! لقد عشنا عُمراً من أعمارِنا سوياً ولم يقدر أحدٌ التفريق بيننا..لطالما ظننتُ بأن هذا الرِباطُ القوى بين ثلاثتنا مصنوعٌ من مادة غير قابلة للقطع أو الفِكاك ولكننى ظننتُ وظننتُ حتى خاب ظنى..صرتُ أُؤمِنُ الآن بأن البُعدُ حقاً يُولدُ الجفاء ولطالما كَذبتُ هذه المقولة وقلتُ بأنها لن تحدث معنا وإن حدثت مع كل البشر فى العالم ولكنها حدثت..انتظرتُكما لسنوات ولم يعد منكما أحد ..سرتُ جميع الطرُقات بمفردى ومررتُ بفصولِ السنة جميعها وحدى حتى مَللتُ الإنتظار ومَلَ الانتظارُ منى..وحين توقفتُ عن انتظاركم عُدتم ولم أكن مُؤهلةً لذلك...تقابلنا صدفةً كالغرباء الفرق الوحيد أن كُلٌ منا كان يعرفُ ملامحَ الآخر..وسُؤالى كان لماذا لما تُخبِرنَنى بعودَتِكُما؟!! وكانت إجابتكم كُنا نُريدُ أن نُفاجئكِ!!!..مفاجأة!! أىُ مفاجأة تلك التى بعد مرور تسع سنوات...الأفضل وصفها بالصدمة...صدمة مقابلتى لأخوايا بعد مرور تسع سنوات...عذراً لكما فسوف أتأخرُ على عملى فكما تعرِفان الآن لم أعد تلك الفتاة ذاتَ الستةَ عشر عاماً ........