صوتُ أنفاسِ النائمين..تختَلِطُ بصوتِ المطرِ بالخارج...لايُوجد أحدٌ بالطُرُق..جَميعَهم مُتَلحِفُون من البردِ..نائِمون بِدفئ...الرَعدُ يَطرُقُ نافِذتى...ولاأعبَئُ بِه..ولااهتم..ماذا يُريدُ أن يَقُول بأن الجميع نِيَام عَداى...بِأن الجميع يَشعُرونَ بالدفء وأنا وَحدى من أَباتُ فى صقيع...اصبحتُ اكرهُ الشتاء...وألعنُ المطر...وأمقُتُ الرعد..ويَكوى قلبى البَرق...جميعهم يُذكرونى بك...اصبحتُ أكره برد الشتاء القاسى على نفسى...إنهُ يُذَكِرُنى بِحُضنِكَ ودِفئُه..اصبحتُ اعُاند جميع الأشياء التى تُذكرنى بِك..لايَهمُنى إذا مِتُ من التجمد ولكننى لن ألجأ لتدفأةِ نفسى...حتى لايَشتَبِهُ صَدرى بأنَّهُ أنت...لن أخرج أبداً لِأُبَلِلَ نفسى تحت قطراتِ المطر.حتى لااتذكر كيف كُنتَ تحمِلُنى من تحتُه وتركضُ بى للمنزل لتقوم بتجفيفِ شَعرى وملابسى حتى لاأُصابُ بالبردِ..كُلٌ مِن عقلى وروحى...أدركوا أنكَ لم تَعُد هنا...ولكِنَ ذلِكَ المُغفل المدعو قلبى...يعترض على تصديقِ ذلك...مازال يَشعُر بأنفاسك على وِسادتى...مازال يسمَعُ ضَحِكاتك عندما تقومُ بإغاظتى...مازال يَسترِقُ السَمَع قُربَ الباب لعلكَ الطارق...مازَال يَنتظِرُكَ كل ليلةٍ لتأتى وتَطبعُ قُبلَتُكَ على وجنتى..مازال يُريدُ أن يَحتمى بين ذِراعيكَ من هذا الصقيع...مازال يَتلهَفُ لسماعِ صَوتِكَ...مازال قلبى بِحاجَتِكَ أكثرُ من أى وقتٍ مضى. مازال قلبى يتجرعُ حُبِكَ دواءً لِآلامُه..قلبى يَتمزقُ كُلَ ليلةٍ بدونِكَ..مازال قلبى يَدعو أن يذهب إليكَ....فهل يَصلُ دُعائى إليك...قلبى يَسألُنى كل ليلةٍ...ياتُرىٰ هل يَسمعُ الموتى الدُعاء؟!!!..إن كان كذلِك..فلتَكُن رُوحى لَكَ فِداء...ولتَعُد أنتَ وليَكُن فىِ ألفُ دَاء...