تنويه: هذا العمل خيالى تماماً وجميع الأسماء والمؤسسات المذكورة فى هذا العمل من وحى خيال المؤلفة وهى غير مسئولة إن تشابه هذا العمل أو تلك الأسماء مع أى قصة مُشابِهَة فى الحقيقة...
كان جسدها يقطن أحدى ثلاجات حفظ الموتى فى مَشرحة عزرائيل فى مقاطعة لُورينزا حيثُ الحرارة تنخفض عن الصفر بالعديد من الدرجات المئوية...فتاةٌ تبدو فى ربيعها الزهرى الذى أُجتُثَ قبل أن تُدرِك ذلك... وجهها غير واضح أو الأصح مُشوَه حتى طُمِسَت ملامِحُه....خارج تلك الغرفة المشؤومة...فى الطُرقة المؤدية إليها كانت أصوات حذاءه الأسودُ ذو النصف رقبة والرباط المنسجم والمتداخل بين ثقوبه فى دقة يتعالَ كُلما دَنا من تلك الثلاجة فى جوٍ أشبه بفيلمٍ رُعب...حيثُ الساعةُ الآن الواحدة والنصف مساءً...كان يرتدى معطفهُ الطويل الأسود الذى يُشبه ظلام الليل...وبجانبهُ شابٌ يُسمى لُوك المسئول عن إعداد جثامين الموتى لمسواهم الأخير....ويقولُ لَهُ بِكُلِ برودٍ فلقد أَلِفَ هذا المشهد...أنها فتاةً فى العشرين من عُمرها وتبدو.....أسكته عندما رفع يَدهُ فى إشارةً منه للصمت فهو يُفضل أن يُعاين على الطبيعة...وهذا المتوقع من سفاح الطب الجنائى مثلما يُسمونَهُ هُنا...خوان باولو أشهر مُقدمٍ طبيب فى الطب الجنائى...الذى أشتهر دائماً بقدرته الغير عادية فى إكتشافِ الطريقة التى ماتت بِها الضحية وبِكُلِ سهولة...فماذا ينتظرهُ اليوم؟!...دَلَفَ من باب الثلاجة وكأنه يَدلُفُ لِعُرسٍ ما...وكأن قَلبَهُ موضوعُ فى إحدى أدراجِ تِلكَ الثلاجات هو الآخر....بعد أن دَلَفَ لرؤية هذا الجسد المتصلب الفاقد لملامح الحياة...أَمرَ لُوك بأن يُجَهز غرفة التشريح حتى يبدأ بفحص هذه الجثة وبعد الإنتهاء من التحضيرات...وبعد وضع جسدها البارد على منضدة التشريح الأكثر برودة ووحشية فلقد أحتضنت العديد من الجثامين الأخرى غيرها...ألقى نظرة فاحصة عليها....لايوجد أى آثار لدماء أسفل أظافرها ولا طعنات فى جسدها....سوى تلك العلامات على رقبتها التى تبدو أنها علامات خَنقٍ بحبلٍ ما....ولايوجد أى آثارٍ لِلمُقاومة...مما يدل على الإنتحار....ولَكِنَ الغريبَ فى الأمر لماذا تقوم فتاةٌ مقبلة على الإنتحار بتشويه وجهها ؟!...إن كانت فى النهاية تنوى الموت!!...ليس هذا فحسب بل بحرق شعرها وبُصيلاته أيضاً حتى لا تَنبُتُ مرة أخرى....أما عن بصماتِ يديها وقَدميها فإنهما مُشوهين هم أيضاً....أما عن جِلدِ باقى الجسد فهو فى حالةِ تَحلُل...وكأنها لاتُريدُ أحداً أن يتعرف على جُثتِها!!!...قام بمَسك المِبضَع....وجميع أطباء الإمتياز الجُدُد خلف الزجاج فى الغرفة الداخلية يُراقبون فى حذر فجميعهم يتمنون لو يُصبحون مِثلَهُ فهو قدوتهم جميعاً فى هذا المجال بعيداً عن قلبِه الميت وبرودةِ أعصابِه وتجَهُمه...فإنه مُحترفٌ فى عَملِه...ثم قام بِشَقٍ طُولى فى منتصف الصدر حتى فوق السُرَة وكأنَهُ يعلمَ السِر...لقد كانت رئتيها مليئتان بالسواد فى دلالةٍ على إستنشاق كميةٍ كبيرة من غاز ثانى أكسيد الكربون ممزوجاً بمادةِ النيكوتين....ثم قام بعدها بأخذ مسحةً من مُخاطِ الأنف فوجدها مليئة بالسواد هى الأخرى ووجد آثاراً لِورقَةٍ مَحروقة فى أنفِها..أنه ليس إنتحاراً أنها جريمةُ قتل...والقاتل أحدُ المُقربين منها لذلك لم تُقاوم لأنها لم تتوقع منه ذلك جاء من خلفها وقام بِخنقها بحبلٍ بلاستيكى وعندما بدأت أعصابها فى الإرتخاء قام بإشعالِ السيجار واحدةً تلو الأخرى ويُطفِئها فى وجهها حتى طَمَسَ ملامحه ثم أشعلَ آخِرَ سيجار وقام بوضعه فى أَنفِها حتى أُطفِئ...فهى لم تمت إثر الخنق بالحبل بل إثر الإختناق!!!..أما عن شعرها فقام بِحرقهِ لمدةِ ثلاث ساعات متواصلة حتى أتلف البُصيلات بولاعتهُ الخاصة....وأما بصمات أصابع قدميها ويديها فلقد قام بتشويههم بسكينٍ حادة رفيعة مُدببةٌ من الطرف تُستخدم فى نحتِ التماثيلِ الخشبية....كان جميع الأطباء المبتدئون منبهرين بتحليله الدقيق والمثالى...وكأنه كان هناك وقت الحادثة وشَهِدَ مَقتَلها....بعد أن أنتهى من التحليل قام بخلع القفازات الطبية ورمى بِها فى سلة المُخلفات الطبية....ثم أتجه نحو الباب وهو يضحك وقبل أن يخرج نظر لجثمانِها الهزيل شِذراً وهو يبتسم إبتسامة جانبية بطرفِ فَمِه ثم قال :لقد كُنتِ تستحقين ذلك صغيرتى رُوجريت....ولَكِنَ هذا لايعنى أننى لم أستمتع!!!...