أَدركتُ اليوم أن بعض الإنسانين الذين يخضعون للعلاج النفسى ليسوا هم المرضى النفسيين،ولكن من يعيشون بيننا ويَسرِقُونا ضَحِكاتَنا وسَعادتَنا وأولادَنا وأزواجَنا وحَياتَنا بأكمَلِها لِيَعِيشُوها هُم،لِيُكمِلوا عُقَدَ نواقِصِهم،أُولئِكَ المُشَبَعُون بالحقدِ والغل والمَرَض هُم من يُطلق عليهم المَرضَى النفسيون حقاً وهذه النوعية من الكائنات خطر على الكرةِ الأرضية بالكامل لأنهم لايُدركون حقاً أنهم مرضى وبحاجةٍ ماسة للعلاج العاجل،أما أولئك الذين أصبحوا أصدقاءً لأدويةِ الإكتئابِ الحادِ والأرقِ المُزمن والصُدَاع المُستمر،أولئك الذين أعتادوا على إيذاء أنفسهم عِوضاً عن الآخرين،هم من يُطلق عليهم أشخاصٌ سَويَةٌ أنفسهم لأنهم يُدركون تماماً أنهم بحاجة للعلاج حتى لاتتفاقم حالتهم ولايخجلون مما يُقالُ عليهم ويستمرون فى سماعِ تلك الكلمات التى تترُك أثراً غائر وندوباً عميقة فى أرواحهم دون أن يَردوا،أولئك الأشخاص لم يُصبحوا هكذا إلا لأنهم أعتادوا الطيبة والإبتسام رُغم الألم،حافظوا على نقاء أرواحِهم البيضاء فى زمنٍ تَلطَخت فيه جميع الثياب بالسواد،أعتادوا الأمل وأَلِفوا الوِدَّ والطمائنينة،ظنوا أنهم بإمكانهم إصلاح أصحاب تلكَ الأنفُسُ المريضة ولكنهم لم يستيقظوا سوى على تَشوُهِ أرواحِهم النقية كالأطفال،لم يستطيعوا مُجارة مايحدُث فى هذا العالم البشع،ويستمرون فى تكذيب الواقع وتصديق الأكاذيب،هكذا كانت هى ولم تُدرك هذا سوى داخل إحدى تلك المصحاتِ النفسية عندما حان موعدها مع جلسة التعذيب الكَهربى التى ألِفَت جميع ڤولتاتُه العالية ورُغم ذلك لم تَكُفَ عن الشعورِ بالألم!!.كَجُثَةٍ هامدة عادت إليها رُوحَها لثوانى لِتجِد نَفسَها دَاخِلَ أَلسِنةِ لَهبِ مُستَعِر.....