تحتضنُنى الوحدة وأشعرُ بالفراغ يختالُ بنفسِهِ داخلى لم أعد أشعر بشئ...لم أعد أُميز أى شئ لاالحزن ولاالسعادة ولاالخيانة ولاالوفاء ولاالأمان ولا أيٍ من تلك المشاعر المتعارف عليها..أفقد الشعور بالوقت..لم أعد اعرف كيف هو الشعور كإنسان..لم أعد اعرف كيف يكون الشعور بالألم او الإصابة بجُرحٍ ما..هل هذا يعنى أننى أصبحتُ ميتةً الآن؟!!..أتمنى ذلك وبشدة..لم أعد أحبُ عالمكم أيُها البشر...أنا زاهدةٌ لهذا العالم..لم أعد استطيع التحمل والتعامل معكم!!.كم سمعتُ مقولة"المجانين فى نعيم"أيعنى هذا أننى تعاملتُ مع العُقلاءِ منكم؟!!..إذا كان هذا ماتعنوه،فإننى أُودُ أن اتعامل مع المجانين منكم فقط،أعتقد أن كُلً منهم لديه قصة ليرويها لنا،ولكنه لايستطيع..استطيع أن أتفهم من وصلهم لتلك الحالة التى هم فيها..أنهم العُقلاء منكم..من قادوُهم لهذا الجنون..استطيع أن أتفهم كيف أن عُقولهم لم تحتمل مستوى عبقريتكم أيُها العُقلاء...استطيع أن أتفهم أيضاً كم أنَ إجابياتكم المُفرطة ودعمكم للآخرين وحب الخير لهم يقود الأشخاص أحياناً للجنون...أندهش كلما أتذكر ذلك وأتعجب ايضاً...لم أعد أحسب كم عدد المرات التى تمنيتُ فيها ألا أُولد كبشرية أو على الاقل ألا أعيش معكم أيُها البشريون..أشعر فى كلِ مرة أننى غريبة عن عالمكم...أنا لستُ من هذا العالم...أنا لا أنتمى لهذه الأماكن....جميعها تلفظنى خارجها أو بالأصح أنا من ألفُظها...أتأكدُ وأثق فى كل مرةٌ أننى ضائعة...أيبحثون عنى فى عالمى الذى جئتُ منه أم أنهم لا يذكرونى حتى...أم أننى وُلِدتُ مُشردة وسأعيش هكذا طُوالَ عمرى ..أبحث عن العالم الذى جئتُ منه؟!!!!إلى أن يأتى ذلك اليوم...وأشعر أنه بعيد....وتقترب نهايتى أكثر فأكثر....سيُكتب على قبرى....هنا ترقد...تائهةٌ فى هذا العالم ليست من البشر!!!!....