عندما يرحل الأب الذي كان درع الحماية والأمان الذي يحجب جميع شرور العالم عن ابنته.....تشعر حينها بأنها تقف عارية أمام العالم بأسره بمفردها ولا أحد يحميها....لا سيما في مجتمع ذكوري عقيم مثل مجتمعنا هذا....الذي ينظر للمرأة على أنها مجرد شيء في حياة الرجل ليس لها أي قيمة في التعبير عن نفسها ورأيها ولا حتى التنفُس إلا بإذنِه....مجرد وسيلة لتحقيق الرغبات والمُتعة لدى الرجل....وخادمة أيضاً إن تطلب الأمر ذلك....ففي هذه الحالة تضطر الفتاة بأن تتلحف بسلاح القوة حتى وإن كانت ستتصنع ذلك وتمثل عدم الخوف والشجاعة حتى تحمي نفسها من براثن هؤلاء الوحوش البشرية....ولكن في حقيقة الأمر مهما كابرت المرأة وأدعت القوة والإكتفاء ستظل بحاجة لرجل في حياتها ليحميها لأنها في الأساس ضعيفة رهيفة لا تحتمل الكسر ولا الأذى...فمنذ البداية وقد خُلِقت من ضلعٍ أعوج تشعر دائماً بالرغبة في العودة إليه والإتكاء عليه والإختباء فيه من قسوة العالم وشَر البشر تحديداً الرجال....فتهرب منه بالإختباء في آخر.....ولأن ذلك الضلع أعوج مُنذُ البداية فلا مجال لاستقامتهُ ولا استقامة أفكارُه الحقيرة ونَظرَتهُ الدُونية والمُنحَطة عن المرأة بأنها عبدٌ ذليل يُلبي رغباتُه....ولا يتحرك إلا بِأمرِه....ولا يتحدث إلا بإذنِه....فلا لوم لآدم زادت أُنثاتُه ولا استغناء عن عشق تنوعت درجاته...فهو آدم أبو البشر إن فنيت خصائصه فني الكون وهلك البشر....أما هي فمن تكون؟!...حواء....خُلقت من ألم ضلوعٍ عوجٍ حائرة،مطلوبة كونيس لآدمها وهي لا تعلم من أين أتت ولماذا خلقَت؟!!....ولذلك تبحث دائماً عن ذاتها وتسعى لتحقيق كيانها.....ولأن هذا العصر يَدَّعي التَحضُر....لكن عندما يتعلق الأمر بالمرأة فلا توجد حقوق.....لذلك كان عليها أن تستأسد وتُحارب من أجل أن تُعتَق من هذا الأسر...لتنال حُريتِها....وتُحقق أحلامها بعيداً عن ذلك الضلع الأعوج الذي لا أَملَ في تَقويمُه.
*مايفقدنا قيمة المشاعر هو سوء استغلال البشر لها وعدم إدراك قيمة الأشياء أو الأشخاص إلا بعد فوات الآوان....المشكلة ليست في قيم الحُب أو الخير أو العطاء بل في مُستغلِّيه وجاهلي استخدامه..وبما أن الحُب فنّ فلهُ آداب، أبسطها الخاتمة الراقية أو ما يُطلق عليه (Decent Closure).
*الحب كالطائر الأبيض البِكر،إن لم تكن جديراً بنقائه فالأجدر بك ألَّا تقترب منه...والطائر الأبيض لا يجنح إلا لخيار الأنفس ذوات النوايا الآمنة المقدِّرة لقدسية المشاعر ونُبل الأحاسيس.