أعتدتُ دائماً أن أختلى بنفسى بعيداً عن الناس فى عُزلتى الخاصة ومملكتى السحرية ومعى أقلامى ومُفكرتى وكوب قهوتى والأهم من ذلك أصدقائى السريين"الكتب"هم شِفرة دخولى لذلك العالم الذى لايعرف عنه أحدٌ غيرى....لطالما حدثتهم عنه...عن ذلك الرجل الذى يأتينى فى الأحلام على جوادِه الأبيض..يُنادينى باسمى كل ليلةٍ ويمدُ لى يده ويدعونى بإمتطاء الجواد خلفه....لطالما تكرر هذا الحُلم بإستمرار ولكنى لم أحظ برؤية وجهه فى كل مرة....أصابنى الأرق وكنتُ أتمنى أن أقابله...أن يُصبح فارسى المغوار فى الحقيقة.....كنتُ أهرب من التفكير به عن طريق إنشغالى بقراءة الكُتُب ولكنى كنتُ أشعر بشعورٍ غريب ....فمع كل كتابٍ أقومُ بقراءته أشعر بأن حديث البطل موجه لى وكأنه يُحدثنى ....ولكنى كذبتُ هذا الإحساس ،فلا بد أننى أتوهم....ياإلهى لا بُد أننى جُننتُ حقاً من كثرةِ تفكيرى فى هذا الأمر....تغاضيتُ عن ما أشعر به وتناسيتُ الأمر....ولكن بدأ هذا الشعور يزدادُ تدريجياً داخلى مع قراءةِ كل كتاب ومايُثيرُ جنونى أن الكتب مختلفة ولا يوجد علاقة بين كل كتاب وآخر.....ومع ذلك أشعر أنها تُحدثنى أنا ....وكأنه هرب من أحلامى وأستعان بالكُتُب ليُصبح أكثر قرباً منى.....وبدأتُ فى قراءة كتابٍ جديد ولكن تلك المرة حدث مالم أتوقعه قط....تلك المرة تحرك الكتاب بين يدى وكأن الجان قد تلبسه أو يقومُ أحدٌ ما بتحريكه ثم أنفتح الكتاب على مصرعيه وبدأ بالتضخم حتى أصبح كبير الحجم وطلَّ شخصٌ من داخله وقام بفتح ذراعيه منتظراً منى أن أقوم بإحتضانه.....كنتُ حينها سأُصاب بنوبة قلبية...كل مايحدث لا يُصدقهُ العقل ولكنها حقيقة...لم أدرِ بشئٍ حينها سوى أننى ألقيتُ بنفسى بين ذراعيه وأحتضنته بشدة......حين سمعت صوته الذى كان يُنادينى فى الأحلام.....وبعدها أُغلِقَ الكتاب وعاد لحجمه الطبيعى....وسَمِعتُ همهمةً من الكتاب ....كان يقولُ لى:لقد حققتُ أمنيتك!!!!.....لم أفهم ما كان قصده إلا حينما ألقيتُ نظرة على عُنوان ذلك الكتاب"موعد اللقاء" فأدركتُ حينها ماذا كان يقصد......