وتمضى الأيامُ والشهورُ والسنون.....
وتبقى بداخلى تلك الطفلة الصغيرة.....
مازالت فى تلك الغرفة المظلمة تحتضن نفسها وهى تبكى ،تكاد أنفاسها تختنق من كثرة البكاء الذى لطالما كان رفيقها الوحيد فى تلك المرحلة،كانت دائماً تختلى بنفسها فى تلك الغرفة بعيداً عن الأنظار ،تهرب من الجميع مختبأة بين ذلك السرير والدولاب الكبير الذى يقبع أمامه،يوجد فاصل بين ذلك الدولاب وبين الحائط ،فتقلص نفسها أكثر لتختبئ فى تلك البقعة الصغيرة التى لاتتجاوز بضع سنتيمترات......تظلُ تفرغ حزنها لساعات لاتعلم عددها بهذا البكاء الخانق،ثم تتوقف بعدها بفترة وهى تُذكر نفسها أنها لابد أن تكون قوية والأهم من ذلك أن تلك الدموع التى تذرفها غالية،لايجب أن تهدرها لأجل أشخاص لاتستحق وتقنع نفسها بذلك،وتمسح بأناملها الصغيرة ذرات الدموع العالقة بأهدابها ،وتبدأ بالعد إلى أن تصل لذلك الرقم الذى لاتحفظ مابعده وتعيد العد وهى تضع يداها على أذنها لكى لاتسمع مايدورُ بالخارج،وتظلُ فى ذلك المكان لاأحد يبحث عنها ولا تنتظر هى ذلك،لاتريد أن تخرج من تلك الغرفة حتى لاتقابل "الوحش المخيف" مرة أخرى.....وتمضى الأيام والشهور والسنون،وتبقى تلك الطفلة حبيسة بداخلى تنتظر طوق النجاة الذى سينتشلها من تلك الدوامة ويحميها من "الوحش المخيف" لعلها تجد حينها الأمان.....وتمضى الأيامُ والشهور والسنون.......