عندما كُنتُ على فِراشِ المرضِ..أُصارع الموت..لم تترك يدى مرةٍ واحدة...ظللتَ مُتمسكاً بيدى حتى النهاية...أعلم أن هذه الذكرى ستتلاشى هى الأخرى مع الزمن....أُريدُكَ أن تنسى جميع الذكريات السيئة التى مَرَرَنا بها..لاتتذكرنى وأنا مريضة...لاتتذكر وجهى الشاحب وشعرى المتساقط..وهزلى القاتل وعيناى اليائستان...تذكرنى عندما كنتُ ابتسم للحياة وعندما كان شعرى طويلاً،تذكر وجهى وهو يُشبه الفراولة فى إحمراره كما كُنتَ تَدعُونى دائماً...تذكرنى بذلك الفستان الوردى الذى أهدتنى أياه فى ذكرى مرور عشرين عاماً على زواجِنا....كنتُ أُود أن أطهو لكَ الأرز بالكيمتشى...ولكننى أحرقته تلك المرة...الطاهية الماهرة تضع إناء لايلتصق به الأرز وأنا لم افعل ذلك...وبدل من وضع بذور السمسم مع الزيت سأضع بذور البريلا أعلم أنكَ تُحِبُهُ هكذا...ولكننى لاأملُكُ الوقت...أُردتُكَ أن تعرف ذلك...أعلم أن ابننا أصبح شاباً ولكنَكَ إن احسنت تربيته ومعاملته سيُكبر ليُصبح رجُلاً رائعاً مثلك، أشعرُ بالسعادة الآن لأن علاقتكم تحسنت..اعلم أنك ستُحسن معاملته حتى أنك طهوتَ لى لايوجد الكثير من الأزواج يفعلون ذلك لزوجاتِهم وهُنَ على فِراشَ الموت،هل تعلم أنه يُشبِهكَ تماماً حنوناً قدر إتساع البحر...لقد قُمتُ بسؤالى مامذاق العصير الذى قمت بإعدادهُ لى عندما اصبحتُ لااستطيع تناول الطعام..وكانت إجابتى أن مذاقهُ يُشبِهُك...فضحِكتَ حينها وقُلتَ لى كيف هو مذاقى؟!!...مذاقُك!!...مذاقُك باهت بدونِ لون ولكنَهُ يحتوى جميع النكهات..أُحِبُك...أشعُر بالنُعاسِ الشديدِ الآن سأنام،لاتترك يدى ..........