قد تبدو من الخارج كثانويةٍ زراعيةٍ عادية ولكِنَّ داخلها تَدُورُ معارِكَ طاحنة،معارك من طرفٍ واحد فقط من قِبل مجموعة من المتنمرين الذين أعتادوا أن يُبرحوا ضُعفاء المدرسةِ ضرباً كُلَ يوم ويَسرقون أموالهم،معارك الفائز فيها مَعروفٌ دائماً أكثرهم قوة وأكثرهم تَنمُراً وأكثرهم شراً،وكان هو على النقيضِ تماماً أكثرهم ضعفاً وأكثرهم لُطفاً وأكثرهم خوفاً...لطالما أَلِفَ الضرب وأعتاد عليه من كَثرةِ تَعرُضه لَهُ مُنذُ أن كان صغيراً فأصبح مِنفَضَةَ الجميع...من أراد أن يُنفِسَ عن غَضبُه أبرَحَهُ ضرباً،أما هو لم يَعتَد أن يُقاوم...قد كان أباهُ عامِلاً رئيسياً فى تشكيل شخصيتهُ الجبانة والخاضعة بهذا الشكل فلقد أعتاد أن يَقولَ لَهُ لاتخوض شِجاراً مع أحد حتى وإن تم إبراحك ضرباً فلتحتمل ذلك.. مُبَرِرَاً ذلك بكونهم فُقراء ولا يَحق لهم الإعتراض على المُعاملةِ السيئة من أى أحدٍ كان....وطَبَقَ هو ذلك كما يجب...لِتُصبِحَ حياتَهُ الدراسية جحيماً لايُطاق..ومع إقترابَهُ من سُورِ مَدرسَتُهُ الزراعية الجديدة التى أنتقل إليها مُؤخراً بعد تِلكَ التى تَرَكَها..كان يعلم جيداً بأن الحربَ سَتَدُقُ طُبولَها مَرَةً أُخرى ولكِنَهُ لم يتخيل بأن تلك المرة سَيكُونُ الضربُ مُضاعفاً لَهُ ولِأصدقائِه...وظَلَ على ذلِكَ الحال يَتعرضُ لِلضربِ المُبرح كُلَ يوم حتى ظَهرَت هى مَرةً أُخرى فى حياتُه..مَلاكُهُ الحارس مُنذُ أن كان صغيراً وقبل أن يفترِقا أخبرتهُ بألا يتعرض للضرب مُجدداً...ولَكِن ماحدث عَكسُ ذَلك...لقد أحترفت فنون القتال وأتقنتها لكى تحميه فقط وتحمى المستضعفين الآخرين وَلَكِنَ قُوتها لم تكن كافية لِمُجابهةِ النمرُ الأبيض ذلك الشريرُ المُتنمر الذى أعتاد على ضَربِ صَديقَ طُفولتِها وحَبيبَ صِباها ومع بداية ظُهورِها فى حياتَهُ مَرةً أُخرى تغيَرَ كُلُ شئ أقسَمَت أن تجعلَهُ شخصاً آخر ومع رَغبَتَهُ المُستميته فى التغيير لِشخصٍ أقوى وأكثر حَزمٍ لِلدفاعِ عنها وحمايتها و مَع َقتلِ الشخصيةِ الجبانة والضعيفة بداخِلُهُ... بَدَأ عَصرٌ جديد لاتَنمُرَ فيه على الضُعفاء ولا مزيدَ فيهِ من الضرب فلقد أصبَحَ هُناكَ شابٌ قوى يَكره العُنف ويكره المُعتدين ويَعلَمُ جيداً كم أنَ الضربَ مُؤلِماً للنَفسِ قبل الجسد فلن يسمح بخوض أحدٍ مُجدداً لِتِلكَ التَجرُبَةِ السيئة فلقد أصبحَ هُناك تنيناً أزرق يَحمى ضُعفاء الثانويةِ الزراعية وينتَفِضُ للظُلمِ فيها ..فعندما تَنتَصِرُ الشجاعةُ بِداخِلِكَ على القُوة هُنا تنتهى اللُعبَة ويبدأُ عَصرٌ جديدٌ من اللا خوف واللا ضرب