عندما قررتُ ذات يوم أن اقترب وافتح هذا الصندوق..تفاجئت حينها لالشئ سوى أنه كان يحتوى على بعض الخردة وليس شيئاً مرعب....وحينما فتحته واكتشفت مابداخله...علمتُ حينها كيف أن الخوف من المجهول...والخوف من المخاطرة...والخوف من القادم...والخوف من تجربة شئ جديد...الخوف...الخوف....يُضيع حياتنا بل يفنيها....لقد قضيت معظم حياتى فى الخوف...الذى جعلته يحتل مساحة كبيرة فى حياتى حتى سكنها وحاوطها بالكامل....لقد كنتُ ممتنعة عن فتح مجرد صندوقٍ قديم...لا لشئ سوى لخوفى مما سيكونُ فيه...وتركتُ العنان وقتها لمخيلتى...هل بِهِ أفعى..إن قمت بفتحه ستلدغنى ويُميتنى سُمها...هل هى جمجمةٍ لشخص توفى سيُطاردنى شبحه بمجرد فتح الصندوق...أم هل هى مجرد خريطة لكنزٍ ما مدفونٌ فى منزلى....أم رسائل تتحدث فيها جدتى عن ما حدث معها فى الماضى وحبها القديم قبل جدى.....أم سرٌ لايجب أن اكتشفه وإن قمت بمعرفته ستنحدر حياتى نحو الأسوء.......الخوف...الخوف كان هو العائق الأكبر والوحيد فى طريقى لإكتشاف ماذا يحوى الصندوق المُقفل....وعندما قررتُ إيقافه...علمتُ حينها مابه....وعلمتُ أيضاً أننى أضعت شوطاً طويلاً من حياتى فى خوفٍ لافائدة منه...بل كان يستنزف من طاقتى...وكان السبب فى أن أرى الكوابيس ليلاً بسبب ذلك الصندوق المُغلقُ فى غرفة جدتى القديمة....حيثُ أُقيم أنا......أدركتُ اليوم درساً جديداً فى حياتى...أن بعض الخوف مُحبب..ولكنَ الكثير منه مُدمر....لابأس من محاولتنا لإكتشاف بعض الأشياء الغامضة والمخبئة طالما لن تؤذينا معرفتها بل بالعكس ستُريحُنا....ولكن الغوص فى الأسرار...يُصبح أحياناً خطراً على صاحبه...ابتسمت حينها ناظرة لصورة جدتى على الحائط....شكراً لكِ جدتى لقد تعلمتُ درساً جديداً اليوم بفضل ذلك الصندوق القديم المُغلق...لطالما تعلمتُ منكى دروساً كثيرة فى الحياة عندما كنتى معى وحتى بعد فقدانى لكى مازلتُ أتعلم من أشياءك...شكراً لكى جدتى...فليرحمكى الله....