هاقد حَل أول شِتاءٍ عَلىَّ بِدونَك...وتجمدت أوراقُ الشجر..وأصبَحت أنفاسى باردة..أصبحَ الصقيعُ يزورُ نافذتى كُلَ يوم...لا أدرى لماذا هذا الشتاء يبدو ضيفاً غريباً وثقيلاً بالنسبة لى هذه المرة؟!!...أصبحت أجوائى الشتوية المُفضلة من كلِ سنة فى وجود قهوتى البُندقية السوداء وكِدرامتى المُفضلة ثقيلة على قلبى...أهذا كُلهُ من وقع غيابك؟!!... آتساؤلُ كُل يومٍ أتأكلُ جيداً فى هذا الشتاء؟!!.. أَيُعجِبُكَ الطعام فى الجيش؟!!.. أتتدفأ جيداً فى الليل حتى لاتُصاب بنزلاتِ البردِ الحادة؟!... أَشَهِدتَ أول تساقُطٍ للثلجِ عندك؟!!.. بالنسبةِ لى لا أعلم كيف سيَمرُ علىَّ هذا الشتاء بدونَك...بدونِ ضَحِكَتك..وبدونِ سماعِ صوتَك..وبدونِ رُؤيةِ وجهَك...وبدونِ أن يَمتلأ يومى بكوارِثَكَ التى أعتدتُ عليها ودائماً لاتفشل فى إصابتى بالصدمة والدهشة....أنظرُ إلى صُورتِكَ الآن على هاتفى وفوق سريرى قبل النوم كما أعتدتُ دائماً...أُخبِرُكَ بجميع الأشياء التى لطالما حَلُمتُ بقولها لكَ فى الواقع...وبأنكَ لاتملُك أى فكرة عن مدى اشتياقى لَكَ الآن وكم أشعرُ بالسوء وكم أننى بحاجةٍ ماسةٍ لِرُؤيتِكَ واحتِضانَك...أنتَ حقاً لاتدرى...كُنتُ دائماً أفعلُ ذلك ثم أقولُ لكَ تُصبِحُ على جنةٍ بجانبى،ثُمَ أخلُدُ للنوم...ولكنَ الآن عيناى لاتَنامُ قَريرةً بِرُغمِ إلتزامى بجميع طُقوسى الخاصة مَعك..وَلِأولَ مرةٍ أصبَحتَ تَزُورَنى فى أحلامى بِرغمِ تَوقُفى عن الدُعاءِ من أجلِ ذلك،ولكننى لاأشعرُ بالسعادةِ كما ظننت؛لأنكَ أصبحتَ تَزورنى فى هيئةِ مخاوفى كل ليلةٍ وهذا مالم أتخيلَهُ فى يومٍ من الأيام،أصبحت كَثرةِ تفكيرى بِك كوابيساً فى نومى يَرسِمُها كُلَ ليلةٍ عقلى الباطن بِفرشاةِ شيطانٍ مُحترف،وبيدِ جَلادٍ يُتقِنُ تعذيب سُجناءُه ومِن ثَمَ قَتلَهُم،أدركتُ منذُ بدء كوابيسى المُتمثلةُ فِيك...كيف يُمكنُ أن تُصبِحُ منطقَةُ راحَتِنا مصدراً لِخوفِنا....وَبِرغمِ كُلُ ماأخبرتُكَ بِه سأظلُ أُحِبُكَ وسأظلَ أشتاقُك...حتى الموت وبعد البعث!!....فأنتَ لاتدرى أنَّ حُبىَ العُذرى خُلِقَ فى قلبى لأجلكَ أنتَ فقط ولاأحدٌ سِواك...فقبل معرِفتكَ ظننتُ دائماً أننى سأُحبسُ دائماً فى ربيع أيامى المتجمد...وعندما عَرفتُكَ انتهى شتاء أيامى وحَلَ الربيعُ بألوانِه فأصبح البنفسج لوناً لأحلامى ورمزاً لِحُبى لَك....فأتمنى أن تَركُضُ الأيامُ مُسرِعةً شفقةً بحالتى...لأتمكن من رُؤيتِكَ مُجدداً....والأكثرُ من ذلك أن تتحققُ أُمنيتى بمُقابلتك....لنُصبِحَ حِينها أجملُ لحنٍ تَشدُوهُ بللوراتُ الثلج...عندما يَحلُ الشتاء...ويُرسلُ جميع العاشقين لبابا نويل رسائلَهُم...التى تَحوى أُمنياتَهم فى رأس السنةِ الجديدة بأنهم يتمنون حُباً مِثلَ حُبِنا....دُمتَ بخيرٍ ياربيعى المُزهر...