عندما نألف السَير....تُصبِح حينها خطواتُنا ثابتة وواثقة نحو المجهول....وكأننا نَملك وثيقةً مختومَةً بختمٍ إلَهي يَضمن لَنا بأن الطريق يحمل لنا في جُعبتُه أطناناً من الزهور والوُرُود....هائمين على وُجوهِنا نَنتظر المكافأة على هذا السَير....أو بالأحرىٰ نظل نَسير حتى تنقطع أنفاسِنا ونَلهَث من كثرة الإنتظار....انتظار أنَّ ينتهي ذلك الطريق وتنتهي هذه المَشَقة لِلأبد....وخلال هذه الرحلة التي تُسمَى الحياة....نُنوِع بين الركض كالوحوش في البراري....وبين السَير كعابري سبيل مُتخذين الحياة طريقاً لِرحلَتِنا....وبالرُغم من ذلك نبقى جائعين في الدُنيا ولا نشبع....مهما تناولنا من الدُنيا....فالجشع والطمع يظل صديقاً وفياً لَصيقاً لا يُفارق بعض البشر أو مُعظمهُم إن صَحَ القول....فيُنسينا أن هذه الرحلة قصيرة حتى وإن أصبحتَ فيها رَحالاً....سترحل يوماً وتبقى الأماكن....فما على الضيف إلا الرحيل...ولكننا نَظل نَنسى....وفضولنا لن يَشبع يوماً تجاه الحياة والإقتراب وحدُه لا يُشبع...وَمُتعة الدهشة الأولى دائماً ساحرة وخاطفة في كُل شيء.....ولكن على الرغمِ من كل ذلك....هل يستطيع الإنسان فينا أن يعيش كعابر سبيل ؟!...وإن استطاع هل سيسير بدُون وجهة هائماً على وجهه أم كما تُلقيهِ الرياح فيضل الطريق ولن يصل حينها لأى مكان؟!