هل كُلُّ شيءٍ على ما يُرام؟!
سفـينتي لم تكتملْ بعد،
يَنقصُها زوجان:
عقلٌ هادئ،
وعقلٌ مجنون...
فالتضادُ يَخلُقُ المُتعة!
جمعتُ من كُلِّ ورقةٍ نُسختَين،
ومِن كُلِّ بُستانٍ شجرتَين،
ومِن كُلِّ شجرةٍ حبَّتي توتٍ...
جُعتُ، فأكلتُهما،
فبقيتْ لي ورقتان،
داريتُ بهما سَوْءَةَ قلبي،
وغفوتُ مُطمئنة،
فأنا لا أُحبُّ التفاح...
هل كُلُّ شيءٍ على ما يُرام؟
البحرُ نائم،
والسماءُ تُصِرُّ على الإبحارِ حالًا،
يَئِنُّ القمر،
ولم أجِدْ في قلبي شفقةً تجاهَه،
لم يَبقَ له عندي رصيد...
تُشقشقُ العصافيرُ مُحاوِلةً
أن تُوقظَ البحر،
الجميعُ لا يَفهَمُ بحري،
الجميعُ لا يَعلَمُ أنَّ نَومَهُ
إشارةٌ للإبحار!
نصٌّ داخل قلبي يُكتَب،
وآخرُ محفوظٌ باللوح،
شمعةٌ سائِلةٌ بين عيوني،
ومِصباحٌ بين يَدَيَّ،
النهارُ يَعرفني،
والشمسُ تُلوِّنني،
غيماتٌ توعدني بالمطر،
ورُوحي عطشى...
حباتُ مطر،
بَرقٌ، ورعد،
موجاتٌ ثارت،
السفينةُ تُحاولُ أن تَجِدَ مرسًى،
جبالُ قلبي عالية،
لكنها غيرُ مُمهَّدة،
البحرُ يَعلو،
والرّياحُ تَزأر،
والسماءُ تُنادي،
وأنا بلا أُذُنين!
زوجٌ آخرُ منسيّ...
أحتاجُ إلى أُذُنَيَّ،
أحتاجُ إلى هُدوئي،
أحتاجُ إلى بعضِ الجنون...
أفلَتَتِ المِرساةُ مِنِّي،
فرَسَتِ السّفينة
بينَ جبلَين،
بينَ ليلٍ ونهار،
بينَ عقلٍ وجُنون...
فهل كُلُّ شيءٍ على ما يُرام؟!