من استعباد المراة الي ابتزاز الرجل..
هل تبادل الرجل والمراة الادوار؟
هل يقبل الرجل فطرة المرأة فيه،و هل المرأة تقبل فطرة الرجل فيها؟فيصير كلاهما في منطقة الشك في نظر الاخرين .فلا هو رجل كامل الرجولة و لا هي امرأة كاملة الانوثة ..
ففي زمننا هذا أصبحت كل فطرة مشوبة بخلل، خلل في فطرة الأنثى التي استماتت مقاتلة في ارتداء عباءة الرجل ،متخلية عن ذوقها الأنوثي،فلا يهمها مقاس أو لون العباءة حتي و إن كانت ملطخة بالغبار و الخشونة، يكفي انها فازت بها، لتصبح بلا هوية بلا منطق!
و خلل في فطرة الرجل الذي سلم نفسه لدور الضحية، حتي برع فيه، فهو المجني عليه دايما،زوج تعيس يرمي بسهام خيبات الفشل الزوجي علي زوجة متمردة أو مستغلة أو متسلطة، تعتبر غرفة النوم طاولة مساومات و مفاوضات..
فكرة بناء أسرة أصبحت الآن معضلة فلسفية تدعو للتأمل، ما بين السهولة والإستسهال و بين استحالة التحقيق!
و برغم الانفتاح المجتمعي والثقافي و ثورة التكنولوجيا و عصر الفضاء و الذكاء الاصطناعي؛إلا أن الاجيال الحالية لم تدرب علي مهمة بناء الأسرة، لماذا نتزوج؟كيف نختار شريك؟ ما هي اولوياتنا في التخطيط لبناء تلك الأسرة؟هل نستخدم العقل أو القلب أو نستخدم عملة معدنية نطيح بها للسماء فننتظر اما ملك أو كتابة؟!
كل شيء متروك للصدفة، أو نظرة غير مكتملة علي افضل تقدير ..
و مع أنماط الأزواج الذين تعطلت فطرتهم و مع غياب إطار واضح و ثوابت قبل عقد إتفاق الزواج و كتب الكتاب وتعليه الجواب ، يقع الجميع بالفخ!
ما بين زوجة متسلطة و زوج راضخ للأمر الواقع ،و بين زوجة مسلوبة الإرادة لم تجد من يفهمها معني كونها إنسانة، و بين زوج عنيف قاس ..وبعيدا عن نغمة النرجسية و حقوق المرأة و دروس التنمية البشرية و كيف تهزمين النرجسي في خمس خطوات،، نجد مشكلة حقيقة ذات أبعاد متشابهة و مضادة في نفس الوقت ،،
تلك الزوجة التي يعنفها ويهينها شريك حياتها القابعة خلف جدران حجة بالية اسمها "اهي عيشة و السلام" تاركة المعني الحقيقي للشراكة الزوجية التي قبلت بها بإرادتها ،تلك الإرادة التي سلبت منها و هي تجهل بأنها مخيرة وليست مجبرة علي الاسترسال في حياة لا تليق بكونها خلقت حرة بالأساس، و كون أنها أصبحت زوجة بعقد و عرس و زفة ليس معناه ان تتحول لعبد مملوك لرجل لا يقدر قيمتها..
و علي الجانب الاخر هناك الزوج المكلوم في رجولته تحت سطوة زوجة لاتعرف غير لغة المال ،ليس له العذر في لعب دور الضحية ،لأنه خلق رجلا ذا قوامة و قرار و كرامة..عليه واجب الإنفاق و عليها واجب الطاعة،،كفتان متوازنتان برمانة المودة و الرحمة ..
الزواج اتفاق وميثاق بين الطرفين ،وصفه سبحانه و تعالي بالميثاق الغليظ ،لما له من خصوصية فريدة و تكشف و توحد غير إعتيادي ..ولكن.. طبيعة الحياة و النفس البشرية المتقلبة تكشف حقيقة كل طرف فيمارس أحدهما الظلم ضد الاخر ، ظلم الابتزاز العاطفي ،ظلم في العلاقة الحميمة ،وظلم في ابتزاز محفظة الرجل أو استعباد الزوجة أن احس انها ضعيفة و لا سند لها ..
و يبقي هذا العقد قابل للتجديد او الإنهاء وقت الإخلال الضار لأحد الطرفين..
اتركيه ان كان يستعبدك و اتركها ان كانت تستنزفك..
فسقوط العلاقة اقل تكلفة من سقوط النفس البشرية في كمين الاكتئاب و الهوان..
تلك هي الخلاصة..