أيُّها التِّيهُ العظيمُ...
بعدَ السَّلام،
أُثني عليكَ ذكاءكَ في الاصطياد،
تَمتلكُ شِباكًا شفَّافةً ناعمة،
تُراوغُ ضحاياكَ بِمهارة،
وتستدرجُ فَريستكَ بِحبكةٍ دراميَّةٍ مُمتعة.
أيُّها التِّيهُ الشَّغوف...
لا تنامُ قبلَ أنْ تُتمَّ واجباتكَ،
تُمارسُ هِوايتكَ بِجمعِ العقولِ
كأنَّها طَوابعُ في متحفكَ الخاص،
وتُعطي كلَّ عقلٍ بَصمتكَ الخاصَّة،
صكٌّ وميراثٌ لا يَنفد.
أيُّها التِّيهُ الصَّبور...
لا شيءَ يُضاهي مُتعتكَ في الفوز،
تَأسرُ وتَنفي، وتُطعِمُ بعد صَوم،
الوقتُ عندكَ صندوقُ ذِكريات،
لا تَمَلُّ من النَّبشِ فيه،
ولا تَعرفُ معنًى لليأس.
أيُّها التِّيهُ الغريم...
أخذتَ منّي كلَّ من أحببتُهُم،
أو لعلّي أهديتُهُم لكَ قبلةَ الحياة،
وأخذتُ أنا مِنكَ عَينيكَ،
ومِرآةً كُلَّما نظرتُ بها
حذَّرتني منك،
ورأيتُ بها نفسي... أَهزِمُكَ!