= في المقال ده ححاول اوضح قصة الدولار بشرح مبسط بعيدا عن المصطلحات الاقتصادية المعقدة ... عشان في الاخر اجاوبك على سؤال الساعة .. هل الدولار هيفضل ينزل ولا حيطلع وحيبقى بكام ؟
= اولا القصة مش قصة صعود الدولار .. القصة هي هبوط الجنية امام باقي العملات ..
= قوة الجنية الشرائية بتعتمد ببساطة على الفرق بين الايرادات والمصروفات بالعملات الاجنبية .. لو الايرادات اكبر من المصروفات .. الدولارات حتزيد وترخص يعنى الجنية حيبقى اقوى ويشتري حاجات اكتر ... لو العكس يعنى مصروفاتنا بالدولار اكبر من شوية الدولارات اللى جايه لنا حيفضل الجنية يضعف كل مدى ..
= احنا ايراداتنا من الدولار بتيجي من مصادر محددة زى تحويلات المصريين بالخارج وقناة السويس وعائد التصدير والسياحة والمنح والاستثمار المباشر .. بينما مصروفاتنا رايحة للاستيراد وسداد الديون.
= تقدر تقول انه حتى عام ٢٠١٦ كانت ايراداتنا ومصروفاتنا من الدولار تقريبا شبة متساوية .. وكان الاحتياطي الدولاري في البنك المركزي شبه ثابت.
= المصيبة بقى انك بدءا من ٢٠١٦ ورطت نفسك في مشاريع عملاقة اتكلفت مئات المليارات ولا تعطي عائد زى العاصمة الادارية والمونوريل والقطر الكهربي واضخم جامع واضخم كنيسة في الصحراء واغلى طيارة رئاسية والقصور وغيرها ... وطبعا اضطريت تستلف المليارات دى من بره .. تاني متنساش ان كل المشاريع دى لن تدر عائد قبل عشرات السنين.
= دلوقتى حان وقت سداد فوائد الديون (لسه مطلوب ٣٣ مليار دولار تانين قبل نهاية السنة من اجمالى ٤٢ مليار لسنة ٢٠٢٤) .. والمصيبة ان ايراداتك الدولارية كمان نزلت جامد .. دخل قناه السويس قل وتحويلات المصريين بالخارج قلت .. التصدير قل لان المصانع قفلت .. وتانى متنساش ان اغلب الاحتياطي الدولاري في البنك المركزى اصلا ودائع خليجية ..
= يبقى مفيش حل تانى قدام الحكومة سوى قفل الاستيراد تماما (وده للاسف حيقتل التصدير كمان لان اغلب صناعاتك تجميعية) .. وده مش كفاية .. فكان لازم تشترى الحكومة الدولارات من السوق السوداء باي سعر .. وده بالنسبة لها سهل حتطبع جنية وتشترى دولار .. بس ده حيخلى الدولار يولع ويوصل لسبعين جنية والجنية ينهار والاسعار تشتعل (ده ركود تضخمي اللى هو اسوأ من التضخم).
= اول ما الحكومة جمعت القسط المطلوب رفعت ايدها من الشراء .. فطبيعي ان يقل الطلب على الدولار ويقل سعره .. وده متوقع ان يتم كل ما يحين سداد دفعة .. يا تشتري دولارات من السوق يا تاخد قرض جديد تسدد بيه قسط القرض اللى قبله.
= وعشان تاخد قرض جديد لازم تنفذ شروط الصندوق وتعوم الجنية تعويم كامل وليس مدار ..
= القصة دى بتتكرر كل مرة نتزنق في الدولارات.. فاكرين لما كان رسمي ب ٦ جنية وقبل التعويم رفعته لعشرة جنية عشان تعومه على ٨ جنية رسمي .. ثم كررتها تاني ورفعته الى ١٨ سوق سودا عشان ترفعه رسمي الى ١٦. واخر مرة لما رفعته ل ٤٠ سوق سودا عشان ترفعه الى ٣٢ في البنك ... اعتقد انه سوف يرفعه المرة دي في البنك الى ٤٥ جنية عشان ياخد قرض جديد من الصندوق بخلاف اجتياز المراجعة للقرض السابق.
= هل القصة انتهت على كده ... طبعا لأ .. القصة حتفضل تتكرر لان ايراداتك الدولارية نص مصروفاتك بسبب الديون اللى كمان بتزيد.. والدولار حيفضل يزيد للاسف.
= الحكاية مش بالشعارات ولا بتضليل الشعب ولا بالحملات الامنية ... الحل الوحيد (اكرر الوحيد) هو انك تزود ايراداتك بالتصدير والسياحة وتقلل استيرادك بالتصنيع وتوقف اى اقتراض نهائيا .. صعبة دى ؟ لا مش صعبة بس عاوزة ارادة وادارة.