= نظرا لطبيعة عملي كصاحب مكتب استشاري متعدد التخصصات قام المكتب بتصميم والاشراف على تنفيذ اربعة قرى سياحية في الساحل الشمالي وقريتين في منطقتي بالوظة ورمانة في شمال سيناء .. بالاضافة الى العديد من المشاريع في المدن الجديدة الملاصقة للصحراء سواء في العبور والتجمع والشروق واكتوبر .. انا اكتب هذة المقدمة ليس بغرض التفاخر والعياذ بالله فلم افعل ذلك ابدا من قبل ... ولكن لادلل على ان شهادتي من واقع التجارب المتكررة وليس عن طريق السمع او النقل عن الغير.
= دوما بعد شراء الاراضي سواء من الجهاز الحكومي بقرار تخصيص او بالمزاد او من افراد او جمعيات سبق تخصيص الارض لهم ... وبمجرد نزول افراد فريق المساحة لتحديد حدود الارض ودق الحدايد ووضع لافتة يظهر فجأة احد البدو (العرب) ليخبرك ان الارض دي بتاعة فلان الفلان من القبيلة الفلانية وانه حيطردنا وانها ملك اجداده واجداد أجداده ...
= بيتم التصعيد من الطرفين .. العرب بيهددوا اى حد ينزل الارض والمشتري بيبلغ الشرطة وبيعمل محضر ... المهم بتنتهي القصة دوما بعد عده جلسات تفاوض بحل توافقي ان يتم دفع مبلغ للعرب وعمل عقود غفرة معاهم انهم يحرسوا الارض بمرتبات شهرية وانهم ياخدوا شغل تسوية الارض باللوادر وتوريد المون زي الرمل والزلط او السن.
= ده سيناريو محفوظ لاي حد بيشتغل في الساحل وسيناء والمدن الجديدة وبتتحط المصاريف دى كلها في دراسة جدوى المشروع من قبل من نشتريه اصلا لان ده نظام الشغل هناك من عشرات السنين .. ولما بتشتغل كذا مشروع في نفس المنطقة بتعرف الشيخ بتاع العرب بتاع المنطقة وبيعرفك ومش بتحتاج جلسات تفاوض لانك بتمشي الاتفاقات على كل المشاريع وبيعزمك على الاكل عنده ودى عند العرب معناها اداك الامان وعدم الغدر.
= ده العرف المعمول بيه .. في المقابل فعلا بيحمى العرب المشروع من اي سرقات خارجية .. يعنى محدش يقدر يجي من برة ويسرق حتة حديد .. وكثيرا ما تمتد الغفرة الى المشروع بعد ما ينتهي يتفق العرب مع القرية السياحية او الفندق على الحماية نظير مبلغ شهري محدد ... لا تنسى ان المشاريع دى بتبقى مقفولة طول الشتاء ولا يوجد بالمنطقة سوى العرب طوال الوقت .. والناس دى لا عندها صناعة ولا زراعة .. وده اللى بيعملوه عشان يعيشوا.
= الشيتي لم يقل شيئا جديدا ولم يغلط في البدو .. كل اللى قاله حقائق كلنا عارفينها. وكانت القصة حتعدي لولا رد العرجاني عليه ...
= انا مش مستعجب ان العرجاني صدق نفسه وانه عايش دور حامي حمى العرب .. وانه صدق انه مهندس مع انه دبلوم صنايع ورد سجون ... كلنا عارفين انه مجرد واجهة حياخد وقته ... وان اللى صنعه هو اللى حيحرقه زى كل الواجهات اللى كانت قبل كده .. ولكنه لن يفهم ذلك الا بعد ان يركنوه.