السلام عليكم و رحمة الله
كنت اتحدث مع صديقي ... فأخبرني انه قد اتضح له ان النخبة و المثقفين .... اقليه ساحقه في المجتمع ... :)
صديقي قال ذلك ... تعليقا علي نتائج الجولة الاولي للانتخابات الرئاسية المصرية ...
تلك الجولة التي تصدرها منافسان ... يقال انهما غير مرغوبين من الشعب !!
و السؤال هنا ... أي شعب يقصدون ؟ ... و من هم الذين لا يرغبهم ؟ !
كنت اتحدث اليوم هاتفيا مع قريب لي مقيم بالسعوديه و قد انهار من فرط الصدمه العصبيه التي اصابته !! ... فهو لا يقوي علي احتمال تصور ان يكون التنافس بين مرشح من "الاخوان" و مرشح يقال عنه انه تابع للنظام السابق ...
قال لي قريبي ... ان هذا الشعب جاهل و كذا و كذا .. من تلك الاتهامات المعتاد تداولها محليا ,....
اذا .. انصار المرشحون الخاسرين ... يؤكدون ان النتائج لا تمثل توجهات الشعب .... !!
و السؤال هنا : أي شعب يقصدون ؟
الحقيقه يا ساده ... ان هناك شعبا آخر "موازي" .. مختلف عن الشعب الذي نقابله في الطرقات .. و نري "نخبته" علي الشاشات ... و نتواصل مع "ثوارهم" علي الانترنت
هناك شعب آخر .... لا نراه و لا نشعر به ... و لم نرغب في ذلك من الاساس
شعب له رأي ... و له وجهة نظر ... و له رؤيه .. و له رغبه
هذا الرأي ... و هذه الرغبه .. تختلف تماما ... عن الشعب "العادي" ... "الافتراضي" ...
و يبدو ... انه كلما زادت نسبة الشعب الموازي من تعداد المجتمع ... زاد معدل التباين الثقافي و انفصام الشخصيه في المجتمع .. لاسباب اقتصاديه في المقام الاول ..
المرحلة الاولي من انتخابات مصر الرئاسيه ... اثبتت ان هناك شعبا موازيا له حساباته الخاصه ..
و له احتياجاته الضروريه ...
فقرر ان يولي ظهره لكل "التخمه" الاعلاميه التي غرقنا فيها منذ ثوره يناير ... و يتحد مع من اشتري احلامه بالقول و الوعد و "الشبع" ايضا
الانتخابا كانت نزيهه ... و غير مسبوقه .. و لحظه فارقه و تاريخيه ... و لا يجرؤ كائن من كان ان يقول ان انتخابات الرئاسه المصريه المنقوله علي الهواء .. شابها اي شبهه تزوير... و هذا كان بفضل من الله تعالي ... و برعاية من جيش مصر العظيم في كل العصور ...
و لكن الذي لم يكن حرا حقا ... ارادة هذا الشعب الموازي ....
ذلك الشعب الذي يفتقد الي الامن و المأكل .. معا .... فكان صوته لمن وعده بهما حقا ... و لم يلتفت لمصطلحات انه هذا من الاخوان و ذاك ممثل الثورة و هذا من الفلول و ذاك ناصري ..
هذا الشعب لم يلتفت لذلك ابدا ...
بل التفت .... لمصالحه المتمثله في الامن و الطعام ....
عندما اطالع الآن صفحات التواصل الاجتماعي و المنتديات ... اشعر ان شعب مصر كله يعترض بشده علي نتيجه الانتخابات ... و ان الثورة الثانيه قادمه ! ... و ان و ان و ان ...
و كأنه ليس جزءا من شعب صوتت اغلبيته الموازيه لآخرين ....
لا زلنا نعيش واقعنا ... بعاطفيه ...
بغوغائيه ...
هذه العاطفيه ... و هذه الغوغائيه .... و ما يغلفها من شعارات فضفاضه ... جعلت "الشعب" الموازي لا يعترف بما يقوله النخبه ... او يقوله الشعب "الفيسبوكي" ...
يا ساده
علينا ان نعترف ان الشعب حقيقي ... هناااك
و ليس هنا ... ممن يقرأون هذا الموضوع الآن ....
و الحل ....
هو احترام ارادة الشعب الموازي ...
و التوجه الي المرحلة الثانية .... و اختيار "أفضل" الخيارين .... بأي معيار تراه ...
و هنا .... استفتاء القلب ... واجب .... لا مناص منه
تحياتي العطرة
--------------