حدث منذ ساعة تقريبا
مؤشر وقود السيارة يتعطل ، السيارة تتوقف في نقطه حالكة السواد في الطريق الواصل بين الكيلو ٢١ و طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي ، معي ابنتي في السيارة عائدين من التمرين ،
لا يوجد ثمة بشر ، السيارات من حولي تشق الظلام مسرعة ، ... أشعلت اشارات الانتظار الصفراء و نزلت من السيارة محاولا التفكير في حل سريع لهذا المأزق. .. ابنتي في السياره و لا يمكن تركها بمفردها ، لا يوجد بشر علي الطريق ، لا اضواء ، ... لا شئ البته .. ...
و فجأه و في اقل من 60 ثانية ، و دون حتي أن أشير بيدي ، توقفت امامي سيارة " سوزوكي" بيضاء اللون ، يسمونها في الإسكندرية " الثمناية" ... ، توقفت و سألني قائدها الخمسيني ذو الشعر الابيض : هل احتاج شئ ؟ ! ... قلت له سيارتي تعطلت بسبب البنزين ، ... ، كانت كل امالي أن يسحب السيارة الي اقرب محطة وقود أو يأخذني مع ابنتي من هذا المكان و يحلها الحلال فيما بعد ، ..لكنه فاجأني بأنه قال لي بان معه " جركن بنزين" ... و بالفعل .. جلب البنزين من حقيبة سيارته الخلفية و افرغه في سيارتي ... ،
سألته ، هل تحمل البنزين دائما معك كأجراء احتياطي ،؟ .. قال لي .. لا ..بل احمل البنزين لوجه الله !... لأساعد بها حالات توقف السيارات بسبب نفاذ الوقود !! ...
حاولت أن أسأله عن اسمه ، حاولت تصوير لوحة أرقام سيارته لأشكره علي الملأ ... ، لكنه رفض و مضي بعد أن اطمأن أن سيارتي قد عادت لها الحياة ...
الحقيقه ، اشكر الله اولا و اخيرا .. علي إرساله لي هذا الرجل الملاك في اقل من دقيقه لإنقاذ الموقف ، ..و اشكر الله أن هناك بشرا من هذه النوعية المحبه لمساعدة الناس، لم يخف علي نفسه من أن يتوقف في الظلام ليساعد سيارة متوقفة .. هو لا يعلم عن ركابها شيئا و لا يضمن ردود أفعالهم و نواياهم... ، .... شكرا لله ...، ثم شكرا لصاحب السوزوكي البيضاء الذي لا أعرفه ...